يحتفل فلذات أكبادنا بعيد الأم الذي ينعش الاسواق المحلية، فبعد ان كان الابناء ينعشون الاسواق من خلال شراء بضائع نسائية باهظة اقتصر الامر هذا العام على بضائع اقل قيمة وسعراً وتراجع الاقبال على الهدايا التقليدية من المجوهرات ولم يعد القراط او الخاتم هدية تنتظرها «ست الحبايب» بل ظهرت انواع جديدة من هدايا زهيدة مثل باقات الورد والعباءات المطرزة وحقائب اليد والاكسسوارات البسيطة كساعات اليد واغطية الراس والاحذية. يقول الصائغ عامر السهلي ل«الحياة» ان الاقبال على شراء الذهب في عيد الأم هذا العام ضعيف جداً على رغم انخفاض اسعاره مقارنة بالعام الماضي بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، لذلك عرض مجموعة من المجوهرات خفيفة الوزن وكبيرة في الوقت نفسه كي يقبل الزبائن عليها. ويرى صاحب محل للساعات ماهر صدقة ان الساعات الثمينة كانت مقصد كل من يريد تقديم هدية قيمة لأمه في عيدها، ونظراً الى ارتفاع اسعار الساعات ذات الماركات العالمية تراجع الاقبال عليها بشكل ملحوظ لذا نعرض مجموعة ساعات قريبة بتصاميمها من الماركات العالمية ذاتها، لكن اسعارها اقل، وثمة اقبال كبير عليها لأنها في متناول الجميع. بدوره، يؤكد بائع الزهور امير سالم أن الأم لا تؤمن بثقافة هدية الوردة وان هذه الهدية مقصورة على فئة معينة حتى الان وان كان الطلب على الزهور نشط خلال الاعوام الاخيرة قيمة معنوية، وتشير وجدان وزنة إلى أن هديتي لأمي لا تقدر بثمن لكن الظروف المادية تتحكم بقيمتها، وفي الأعوام السابقة قدمت لوالدتي مجوهرات لكن هذا العام لا استطيع شراء هدية بالقيمة نفسها بسبب ارتفاع اسعار الذهب سأبتاع لها عباءة عربية لفتتني بعد إعلان بعض المتاجر عن عروض خاصة في عيد الأم. ويلفت ايلاف محروس أنه للمرة الاولى في حياتي لم اشتر هدية لأمي في عيدها فقد تخرجت حديثاً في كلية التربية والى الآن لم يحالفني الحظ في الالتحاق بأي وظيفة وما زلت اتقاضى مصروفاً من والدي لا يكفي لشراء هدية قيمة لأمي، اما عبدالله الزهراني (موظف) فيعتبر ان هدايا عيد الأم اختلفت نوعيتها تماماً منذ سنوات وحلت مكانها اجهزة كهربائية ومعدات مطبخية وهواتف محمولة احياناً، واعتقد ان الاخيرة لاقت ترحيباً لدى امهات كثيرات، خصوصاً ان شركات المحمول قدمت عروضاً خاصة لهذه المناسبة، ويقول عبدالله انه قدم لوالدته العام الماضي هاتفاًً محمولاً ومجموعة من بطاقات الشحن. ويشدد عماد عالوه ان اهمية هدية عيد الأم ليست في ثمنها بل في قيمتها المعنوية لم يكن راتبي المتواضع سبباً في تحديد نوع الهدية لأنني طوال العام أقدم لوالدتي هدايا، وفي هذا اليوم افضل ان اقدم لها باقة زهور لأن امي تحبها وتعتبرها اجمل هدية. ريم أم لخمس اطفال تقول ل«الحياة» ان لحظات الاحتفال بعيد الام وتقديم الهدايا جميلة، لكن يكفي على اي ام رؤية اولادها سعداء من حولها فلا يمكن لأي ام تقويم هدية ابنها أتشاجر دائماً مع ابنائي لأنهم اشتروا لي هدايا باهظة اذ تكفي كلمة طيبة منهم طوال العام وليس في هذا اليوم تحديداً، في سياق متصل تعيب صباح حبحب ام لخمسة ابناء على امهات يطلبن من ابنائهن هدية معينة في عيد الام، لأن ذلك يجبر الابناء على شراء نوع محدد من الهدايا. بدورها، تشيرالاختصاصيه الاجتماعية رنا سنوسي ل«الحياة» الى ان هدية الابناء في عيد الام لأمهاتهم بمثابة عربون وفاء وشهادة تقدير وعرفان لذا يكفي اي رمز للاعلان عن الحب وكلما كانت الهدية أبسط كانت اكثر تعبيراً عن محبتنا لوالدتنا التي لا تنتظر مكافأة منا، وتضيف لأن الاحتفال بعيد الام وسيلة للتقارب بين الاباء والابناء وتأكيد الترابط الاسري الذي بدا يتفكك في ظل الحياة العصرية الجديدة واستقلال بعض الابناء بعيداً عن منزل الاسرة الكبيرة، وتدعو سنوسي الى ضرورة تشجيع الابناء منذ الصغر على ضرورة التحضير لتقديم هدية للام في عيدها لغرس فكرة تقديرها بين الاجيال المقبلة وترسيخ مسؤوليتنا تجاهها كي لا تستجدي الحنان والعطف عند الكبر. ويؤكد الداعية الدكتور عمر صقر ل«الحياة» الإسلام سبق الديانات كافة والهيئات العالمية في المطالبة بتكريم الوالدين، خصوصاً الام وطالب ايضاً بتقديم الهدايا لها وعلى رغم ان الاحتفال بعيد الام إحدى العادات الحديثة الا ان الاسلام لم يرفضها كما يدعي بعض المتشددين لأنه يعمل على ترسيخ صلة الارحام ونشر السعادة على وجوه الامهات والابناء ايضاً، وما دامت هذه الاعياد تتم بحسب شريعتنا فلا حرمة في ذلك ولا كراهة ويضيف الكلمة الطيبة تكفي هدية من ابن صالح لأمه، فالمهم هو رضا الام على ابنائها وليس قيمة الهدية المادية.