أثار قرار افتتاح مكتب إعلامي سعودي في موسكو، على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين لجمهورية روسيا الاتحادية أخيراً، ردود فعل تشيد بالخطوة، وتدعو إلى قرارات مماثلة في ما يخص تفعيل النشاط الإعلامي بين السعودية وأية دولة كبرى. وأكد عدد من الكتاب في حديث ل«الحياة» أهمية التصدي للصورة الإعلامية النمطية للسعودية، ومحاولة تصحيحها. وقالت الكاتبة الصحافية الدكتورة ناهد باشطح: «إن إعلان وزير الثقافة والإعلام تأسيس مكتب إعلامي سعودي في موسكو، يشير إلى التفات الوزارة أخيراً إلى أهمية الصورة الذهنية للمملكة في الإعلام الخارجي. كنا نشير إلى إدراك الوزارة خطورة الصورة النمطية التي أوجدها شح المعلومات عنا، وأجندات بعض وسائل الإعلام الغربية، وتأثير هذه الصورة السلبية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، إذ إن الصورة الذهنية لدولة أو شعب تؤثر في خلق الاتفاقات الاقتصادية وسبل التواصل الاجتماعية وتبعات كثيرة»، مؤكدة أنها «فرصة أن نهيب بالوزارة الاهتمام أيضاً بصناعة المحتوى في الإعلام الداخلي، وذلك لأن الإعلام الغربي يعتبره أحد مصادره في تغطية أخبارنا ونقلها للعالم. شكراً لوزير الثقافة والإعلام على اهتمامه بإصلاح منظومة الإعلام، وتحياتنا لفكره الشاب المتقد بالطموح والإنجاز». أما الإعلامي إبراهيم الصقعوب، فأشار إلى أنه من الطبيعي أن يكون الإعلام حاضراً «كأحد أبرز جسور تعزيز التوصل بين المملكة وروسيا، وما يعطي هذا المكتب أهمية أنه جاء في مرحلة مفصلية من تعاظم دور المملكة على الصعيد الدولي، في ظل حراك دبلوماسي قوي تقوم به لخدمة القضايا العربية والإسلامية في عهد الحزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز»، موضحاً أن موسكو «واحدة من أهم مصادر التأثير الدولي التي تحتاج إلى حضور إعلامي سعودي، يتفاعل مع مكونات ثقافتها الإعلامية والثقافية، ويؤثر فيها، وبعض هذه المكونات ستكون سعيدة بوجودنا، والوزير الدكتور عواد العواد، الذي جاء إلى الإعلام من الدبلوماسية، يدرك حاجة المسار الدبلوماسي إلى مسار آخر يوازيه ويدعمه، يتمثل في العمل الإعلامي». وقال الصقعوب: «لقد كانت لوزارة الإعلام تجربة سابقة في الملحقيات الإعلامية حملت بعض الإيجابيات والسلبيات، ويمكن الاستفادة من تلك التجارب، والمؤمل أن يكون مكتب موسكو الإعلامي بداية لمنظومة من المكاتب الإعلامية في بعض دول العالم المؤثرة، وأن يوضع لهذه المكاتب مخطط يضمن تأثيرها الفعّال، ويعطيها مرونة مالية وإدارية وقدرة تقنية للتواصل، تمكنها من الحركة الذكية لتحقيق أهدافها». في حين تمنى رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» الإماراتية محمد تونسي، أن يكون هذا التأسيس «بداية عهدٍ جديدٍ لأسلوب جديد في آلية عمل المكاتب الإعلامية للمملكة في الخارج، وأن يتمتع العاملون فيها بكفاءة وحضور جيد وإمكانات مهنية عالية في التواصل مع وسائل الإعلام ومراكز القوى والتأثير، وخدمة مصالح بلادهم، والعلاقات الثنائية مع الدولة التي يعمل فيها المكتب». وقال التونسي: «لا شك أننا ندرك أن أغلب مكاتبنا الإعلامية في الخارج بأوضاعها الحالية تُغرد خارج السرب، إضافة إلى وجود قصور متراكم في تأدية دورها الحقيقي، ما يجعلها عاجزة عن تأدية المهمة التي وضعت من أجلها». وعدَّ أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد حمزة هاشم، إنشاء مكتب إعلامي سعودي في روسيا الاتحادية «خطوة إعلامية ودبلوماسية إيجابية، تسهم في تمتين وتفعيل مجمل العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية بين الدولتين والشعبين، وتتيح مجالات واسعة لخدمة وتحقيق أهدافهما ومصالحهما المشتركة، وخصوصاً في مجالات التعاون المتبادل. خطوة تمكن الشعب الروسي من التواصل المباشر مع شعب المملكة لاسيما أن في روسيا ملايين من المسلمين»، مضيفاً أن المكتب الإعلامي سيوفر للشعب الروسي «الحقائق والمعلومات والإحصاءات الحقيقية الموضوعية الصحيحة عن المملكة وشعبها، والتطورات ومعها الإنجازات العظيمة التي تحققت فيها، وبخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، ورؤية 2020 / 2030 لولي عهده الأمير محمد بن سلمان، التي تعد خريطة طريق استراتيجية للمملكة».