بين أن يكون عنصراً مثالياً أو أساسياً في صفوف تشلسي، يبدو العاجي الدولي ديدييه دروغبا في حيرة من أمره، خصوصاً في ضوء خيارات المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لا سيما بعد استقدام الإسباني فرناندو توريس من ليفربول، أو ما عُرف بصفقة الموسم الشتوي في ال»بريمييرليغ» التي عدّت الأغلى في تاريخ هذه البطولة. دفع تشلسي من صندوق مالكه الروسي رومان أبرموفيتش 58 مليون يورو لضم ال»نينو»، ومن غير المنطقي أن يركنه أنشيلوتي على مقاعد الاحتياط كما يفيد محللون، «ولن يضحي به كرمى لعيني دروغبا أو الفرنسي نيقولا أنيلكا». عندما يعتمد أنشيلوتي طريقة 4 – 3 – 1 – 2، يعهد بمركز صناعة الألعاب إلى أنيلكا، وبالطبع يشعر «ديدييه» بمرارة من «إهماله»، وعدم النظرة اليه كعنصر مؤثر قادر على تغيير مجرى اللعب. لكن النجم العاجي لا يخوض مباريات كاملة منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، وقد لعبت عوامل فنية وإصابات في «تحجيم دوره». فمثلاً، شارك لمدة 15 دقيقة أمام فولهام (14 شباط)، ومثلها أمام كوبنهاغن في ذهاب دور ال16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا (22 شباط). وسعى لتقديم أفضل ما عنده أمام بلاكبول في المرحلة ال29 من الدوري الإنكليزي (7 آذار)، لكنه أصيب في الشوط الثاني ولم يستطع إكمال المباراة، فاستبدل بمواطنه سالومون كالو (الدقيقة 55). غير أن لقائد تشلسي جون تييري نظرة مختلفة، إذ يعتبر أن كل لاعب معرّض «ليكون احتياطياً بمن فيه أنا»، لافتاً إلى أن «توريس إضافة مهمة في الفريق لكن دروغبا أساسي». وعموماً عاش دروغبا أوضاعاً متأرجحة منذ الصيف الماضي، إذ أصيب بكسر في ساعده قبيل إنطلاق مونديال جنوب أفريقيا، ثم تعرّض لفتق عقب كأس العالم، وابتعد بعدها لإصابته بالمالاريا، ما جعل جهوزه البدني موضع «بحث وتدقيق» وطرح إمكان استغناء تشلسي عن خدماته على الأقل من جانب الصحافة الإنكليزية، التي تتحدث عن انتقاله إلى غلطة سراي التركي أو عودته «إلى الجذور» إلى مرسيليا، فضلاً عن تلميح مبطّن عن اتصالات يجريها البرتغالي جوزيه مورينيو لضمه إلى ريال مدريد، خصوصاً أنه صاحب الفضل في إحضاره إلى ال»بلووز»، وإعجابه الدائم بحيويته وقدرته على تجاوز الصعوبات. كما أن المدير الفني لتوتنهام هاري ريدناب يسعى إلى إنعاش خط هجومه عبر ضمّ دروغبا ليجاور رومان بافيلوتشينكو وجيرمن ديفو بيتر كراوتش، الضعفاء الحيلة في التهديف هذا الموسم. من جهته، يؤكد أنشيلوتي أنه لا يفاضل بين اللاعبين الا لما فيه مصلحة الفريق، وامتدح التجانس الذي أظهره دروغبا وتوريس معاً في مباراة الذهاب أمام كوبنهاغن (2 – صفر)، والتي اعتمد فيها طريقة 4 – 4 – 2، علماً بأنه حتى 8 آذار لم يسجل ال»نينو» لتشلسي بعد. وكان دروعبا عاش تجربة مرّة مماثلة حين احتضن النادي اللندني الأوكراني أندريي تشفشينكو عام 2006، لكنه كان حينها يحظى بدعم مطلق من مورينيو. ولا يزال من المفضلين عند المالك البليونير أبراموفيتش، الا كفة توريس ستبدو راجحة على المدى الطويل كونه يصغر العاجي بخمسة أعوام. وإذا كان أنشيلوتي لا يقدّم هدايا لأحد، على حدّ تعبيره، فإن سجل دروغبا في تشلسي يشفع به. ويكفي أنه أسهم في إحرازه ثنائية الدوري والكأس الموسم الماضي، وهي الأولى في تاريخه، وسجل له 37 هدفاً. كما أنه اللاعب الأكثر تسديداً هذا الموسم على مرمى الخصم، وصاحب المركز الثالث في التمريرات الحاسمة خلف لاعب مانشستر يونايتد البرتغالي ناني ولاعب آرسنال الروسي أندريه أرشافين. وطبعاً قرار الرحيل عن تشلسي يستلزم تفكيراً هادئاً، فعندئذ قد يضطر ابن ال33 والمرتبط مع الفريق بعقد حتى حزيران (يونيو) 2012، للتضحية بجزء من راتبه، علماً بأن عائلته تعشق الحياة اللندنية.