استضاف «المهرجان اللبناني للكتاب» الذي تنظمه الحركة الثقافية - انطلياس، ندوة حول كتاب الزميل إبراهيم العريس «الصورة الملتبسة - السينما في لبنان: مبدعوها وأفلامها» شارك فيها الزملاء نديم جرجورة وفيكي حبيب وجورج اسطفان. وقال العريس في بداية كلامه إن فكرة الكتاب ولدت قبل 30 سنة وفي عز الحرب الأهلية، حين انتقل من شرق بيروت الى غربها، ليقدم محاضرة عن السينما اللبنانية، في قاعة جمعت أكثر من 400 شخص، وفي وقت كان الإنتاج السينمائي لا يزال مقبولاً. وأضاف: «اليوم وبعد ازدهار قطاع السينما في لبنان، وبروز جيل سينمائي جديد، لا تجمع القاعة أكثر من عشرات الأشخاص، مع الفروق الكبيرة بين اليوم والأمس». وأوضحت الزميلة حبيب أن العريس «حرص في كتابه على إبراز دور الثقافة في كتابة التاريخ، كما أنه يُعبّر عن نظرته الى تاريخ السينما اللبنانية بصفتها جزءاً أساسياً من تاريخ مبدعي هذا الفن، لكن الأهم بصفتها جزءاً من تاريخ المجتمع والوطن، وهو بهذا يربط بين خصوصية الإبداع وعمومية المتلقي». ورأت الصحافية اللبنانية أن هذا الربط ليس بجديد على العريس إنما يمكن ملاحظته في كتب أخرى له. وأشارت حبيب الى أنَّ في لعبة الربط هذه، بين الخاص والعام، يكمن جوهر أسلوب العريس، وهذا ما يميزه، هو الذي يقول دائماً ان المعلومات والمعاني مرمية على الطريق، وعلى الناقد أو المؤرخ الاشتغال عليها ربطاً وتحليلاً واستنتاجاً، بدءاً من التفاصيل الصغيرة للوصول الى الاستنتاجات الكلية، ما يجمع النقد والتأريخ في بعد واحد. وقالت إن هماً معرفياً يشغل العريس في كتابه، انطلاقاً من ايمانه بأن الفن السابع هو واحد من الفنون الأكثر ديموقراطية، لشعبيته أولاً وبالتالي وصول المعرفة الى المشاهد العادي بأبسط الطرق، وقدرته على تحريك المتلقي بجعله يطرح على نفسه الأسئلة. وأوضح الزميل جرجورة أن «النص النقدي الذي صنعه العريس مستمر في مواكبة منعطفات التجارب الفردية في صناعة الأفلام اللبنانية، وهذا بحد ذاته مهم وجوهري، خصوصاً انه منتمٍ الى جيل سينمائي متكامل، إخراجاً وكتابة وحراكاً بصرياً». وقال: «في كتابه الجديد لا يقف العريس عند تتبع المسار التاريخي البحت لصناعة الأفلام في لبنان فقط، بل يذهب الى ما هو أبعد بقليل: المجتمع اللبناني وتحولاته، منذ تأسيس دولة لبنان الكبير الى الانهيارات الآنية، في السياسة والثقافة والفن والإعلام والنقاش، كأن استعادة التاريخ السينمائي اللبناني انعكاس للتناقض الصارخ بين ماضٍ مضى بجماله ونزاعاته وصداماته، وراهن معقود على آمال التغيير الإبداعي، سينمائياً أولاً وأساساً». وفي اختتام الندوة شدد العريس على أن كتابه ليس أكاديمياً، بل قائم على الكتابة الذاتية، ودعا القيمين على المناهج السينمائية في الجامعات الى الاهتمام بتاريخ الفنون والآداب.