المنامة، لندن، جنيف - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - في اشارة الى عودة الأوضاع الى طبيعتها بشكل تدريجي، اعلنت البحرين أمس خفض فترة حظر التجول في بعض مناطق المنامة أربع ساعات. وقام الملك حمد بن عيسى آل خليفة بجولة ميدانية في ضاحية «السيف» بالعاصمة حيث المرفأ المالي الذي عطل المعتصمون عمله قبل ايام. في موازاة ذلك، اعتقلت قوات الأمن ستة من قياديي «الجناح المتشدد» في المعارضة بتهمة «التخابر مع دول أجنبية والتحريض على القتل». وسيطر الهدوء على البحرين أمس باستثناء تفريق الشرطة تظاهرة صغيرة في قرية ديه، من دون ان ترد انباء عن اصابات. لكن مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان دانت استخدام العنف ضد المراكز الطبية في اشارة الى مستشفى السليمانية الذي اعلنت قوات الأمن قبل يومين «تطهيره». ونددت «منظمة العفو الدولية» ب «القمع العنيف للمتظاهرين»، داعية الى المحافظة على حق حرية التعبير والتظاهر. وقالت السلطات في بيان نقلته «وكالة انباء البحرين» الرسمية انها اعتقلت بموجب «حالة السلامة العامة» (الطوارئ) عددا من «القياديين من رؤوس الفتنة الذين نادوا بإسقاط النظام وتخابروا مع دول أجنبية، كما قاموا بالتحريض خلال الأحداث الأخيرة على قتل المواطنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، ما تسبب في تقويض السلم الأهلي وإزهاق أرواح الأبرياء وترويع المواطنين والمقيمين»، وانها «ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم». والمعتقلون هم إبراهيم شريف (سني) وعبدالوهاب حسين وحسن الحداد وحسن مشيمع وعبدالهادي المخوضر وعبدالجليل السنكيس (شيعة). وكان مشيمع عاد اخيراً الى البحرين بعد عفو ملكي فيما افرج بعيد اندلاع الاحتجاجات عن كل من السنكيس والحداد والمخوضر الذين كانوا موقوفين في قضية «الارهاب» نفسها. واعلنت الخارجية البحرينية ان التحركات الايرانية لدى المنظمات الدولية والعربية والاسلامية بخصوص مملكة البحرين «يعد تدخلا في الشؤون الداخلية». وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقليمية ومجلس التعاون حمد العامر في تصريح نقلته «وكالة انباء البحرين» ان هذا التحرك «يعد تدخلا ايرانيا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين التي هي دولة مستقلة ذات سيادة وهو تصرف بالغ الغرابة ويمثل انتهاكا لسيادة البحرين التي هي عضو في الاممالمتحدة». واعتبر ان ذلك «يعبر عن النوايا الحقيقية لايران في التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي ذات السيادة». وقال العامر: «كما نتساءل: هل فرضت ايران وصايتها على شعب البحرين لكي يرسل وزير خارجيتها رسائل للامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي في قضية ذات شأن داخلي بحريني؟». واضاف المسؤول البحريني ان «مملكة البحرين تراعي حسن الجوار ولا تتدخل في شؤون الدول الاخرى. ولذا فانها تدعو الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية لرفض قبول هذه المذكرات الايرانية لانها تتعارض مع القوانين والمواثيق والاعراف الدولية وتتنافى مع قواعد العمل الدبلوماسي». وخلص الى «ان التحرك الايراني لا يخدم الامن والاستقرار في منطقة الخليج» و»لا يساعد في بناء العلاقات الودية بين دول الجوار». في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم قوة دفاع البحرين في بيان تلاه عبر التلفزيون الحكومي خفض ساعات حظر التجول الجزئي في بعض الأحياء الحساسة، وسط المنامة، أربع ساعات ليصبح من الثامنة مساء وحتى الرابعة فجراً. وقام الملك حمد بجولة في منطقة «السيف» القريبة من دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة)، حيث فضت قوات الامن أول من امس اعتصاما استمر اسابيع، للاطلاع على حركة السير والاطمئنان على عمل المؤسسات المالية في المنطقة. وطالب زعيم «جمعية الوفاق الوطني الاسلامية» الشيخ علي سلمان في تصريح إلى قناة «الجزيرة» القطرية بانسحاب القوات الخليجية من البحرين، ودعا إلى «تحقيق تجريه الأممالمتحدة في ما حدث منذ يوم 14 شباط (فبراير) وحتى الآن، وإذا ثبت ارتكاب المحتجين خطأ فينبغي محاسبتهم». وناشد المعارضين «التمسك بالوسائل السلمية في تحركهم». وكانت طهران شهدت نشاطا ديبلوماسياً يتعلق بالوضع في البحرين، حيث زارها وزير الخارجية السوري وليد المعلم وبحث في تطورات المنطقة مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي الذي كان اجرى سلسلة اتصالات هاتفية بهذا الخصوص شملت وزير خارجية العراق هوشيار زيباري ونائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي ووزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، للاعراب عن «قلق» ايران من «التدخل العسكري في البحرين». ونفى مصدر إيراني مطلع « للحياة » أن تكون طهران في وارد إرسال قوات عسكرية إلى البحرين رداً على دخول قوات «درع الجزيرة» الخليجية. وتظاهر بضع مئات من رجال الدين الذين يدرسون في الحوزات الإيرانية أمام سفارتي البحرين والمملكة العربية السعودية في طهران «احتجاجاً على قمع المتظاهرين في البحرين». ويتوقع ان تنظم تظاهرات جديدة بعد صلاة الجمعة اليوم. في هذا الوقت، جدد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية رفض التدخلات الخارجية في شؤون البحرين، مؤكداً أن إرسال القوة الخليجية الى المنامة يأتي استجابة لطلبها وتنفيذاً للاتفاقات القائمة بين الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن الأمور في البحرين في طريقها إلى الانفراج. وقال العطية ل «الحياة» في المنامة أمس: «إن مؤشرات اليوم (أمس) تدل على أن الأمور في البحرين في طريقها إلى الهدوء وطي صفحة ما سبق، تمهيداً للدخول في الحوار الوطني الشامل».