اعتباراً من الثانية عشرة منتصف الليلة الماضية توقفت على كل الاراضي اللبنانية، الحملات الانتخابية بكل أشكالها وانهمكت الاجهزة الرسمية الادارية والامنية في استكمال استعداداتها للاستحقاق الانتخابي النيابي المقرر غداً في دورة واحدة، وذلك للمرة الاولى في تاريخ الانتخابات في لبنان. الا ان بعض الماكينات الانتخابية استبقت الاحد بتوزيع لوائح مرشحين ملغومة على الناخبين المستهدفين، وأمكن رصد احدى هذه اللوائح في قضاء المتن، حيث استبدل اسم سركيس سركيس على لائحة «ائتلاف المستقلين و14 آذار» باسم مرشح «التيار الوطني الحر» ابراهيم كنعان. وفيما رصدت بورصة العزوف عن خوض المعركة الانتخابية المزيد من المنسحبين المنفردين في دوائر مختلفة، فإن الانتشار الامني للجيش وقوى الامن الداخلي شمل مراكز الاقتراع في كل المناطق ووصلت العناصر المولجة مواكبة صناديق الاقتراع والسهر على الأمن داخل مراكز الاقتراع وفق القوانين المرعية في هذا السياق، ومن المفترض ان تبدأ عملية تسليم صناديق الاقتراع اعتباراً من صباح اليوم ويرافق كل صندوق اقتراع رئيس قلم وكاتب وعنصران من قوى الامن الداخلي. وفي التحضيرات ايضاً طلب وزير العدل ابراهيم نجار «من لجان القيد العليا في كل محافظة انتداب لجان ابتدائية احتياطية لتتواجد في مراكزها خلال النهار الانتخابي ابتداء من السابعة صباحاً، من أجل حل المسائل والإشكالات واتخاذ القرارات المناسبة في شأن المسائل التي قد تطرأ خلال عمليات الاقتراع». وفيما طلبت المستشفيات في العاصمة والمناطق من طواقمها الطبية والتمريضية تأمين دوام كامل غداً تحسباً لأي طارئ، فإن مؤسسة «كهرباء لبنان» تمنت في بيان على المواطنين ترشيد استهلاكهم للطاقة الكهربائية خلال يوم الانتخاب وحتى صباح اليوم التالي الاثنين من اجل توفير التيار الكهربائي للجان القيد ولأكبر عدد ممكن من مراكز الاقتراع، على ان يؤمن الجهاز الفني في مؤسسة كهرباء لبنان دواماً مستمراً لمعالجة اي طارئ». وتوقف وزير الاتصالات جبران باسيل عند التشويش الحاصل على الخطوط الهاتفية الخليوية في الجنوب، وقال في بيان صادر عن مكتبه، ان «الفرق الفنية التابعة لشركتي الخليوي رصدت تشويشاً مصدره الاراضي المحتلة، على محطات الارسال الخليوي التي تغطي منطقة الجنوب، ادى الى سوء في الخدمة وترد في الجودة. واتصل الوزير باسيل بوزير الخارجية فوزي صلوخ، وتباحث معه في امكان رفع شكوى ضد اسرائيل، لما للأمر من اعتداء على السيادة، ومن شبهة في توقيته في مرحلة الانتخابات النيابية والتأثيرات الممكنة لذلك. وكلف باسيل الفرق الفنية تكثيف تحركها لضبط كل أعمال التشويش». الى ذلك، اعلنت اطراف سياسية تخوض الانتخابات عن تجهيز مراكز إعلامية لتزويد الاعلاميين بالمعلومات عن سير العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع. ومن هذه الاطراف: «حزب الله» و «تيار المستقبل» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» وحزب «الطاشناق». ومن المقرر ان يتوقف العمل اعتباراً من اليوم وحتى مساء الاثنين المقبل في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والمصارف التي شهدت امس، عمليات سحب سيولة لافتة. وأتخذت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تدابير لمنع سير الشاحنات على كامل الأراضي اللبنانية اعتباراً من ظهر اليوم وحتى ليل الإثنين، وعدم السير ضمن مواكب انتخابية في المناطق وخصوصاً على الأوتوسترادات والشوارع الرئيسة منعاً لحصول أي عرقلة سير، وتسهيلاً لوصول الناخبين إلى المراكز التي سيقترعون فيها من دون عوائق. ووضعت غرف عملياتها في تصرف المواطنين وحددت رقم النجدة المجاني 112 أو غرفة عمليات الوزارة الرقم المجاني 1790 لإرشادهم». السبع ينفي إشاعات «خليوية» ونشطت قبل ساعات من بداية «الصمت السياسي» الذي يسبق «عاصفة» الاقتراع مواقف لمرشحين بعضهم ينفي إشاعات عن انسحابه من المعركة الانتخابية والبعض الآخر يستفيد من الفرصة لشن المزيد من الحملات على الخصوم. وأكد النائب باسم السبع، المرشح عن المقعد الشيعي في بعبدا، انه ماض في ترشحه رداً على «آخر ما ابتكرته سرايا التهويل بتعميم معلومات على الهواتف الخليوية، تعلن انسحاب باسم السبع من المعركة الانتخابية، وهي أعمال مشبوهة تقوم بها جهات نافذة لا تتورع عن استخدام حبال الكذب في سبيل الوصول الى غاياتها، ولا تريد للصوت الآخر أن يكون له مكان في الحياة السياسية». ودعا عضو «اللقاء النيابي الديموقراطي» أكرم شهيب من مدينة عاليه «الموحدين الدروز الى ألا يتقاعسوا عن التصويت وألا يرتاحوا لنتائج الانتخابات لأن ليس هناك منافسة على المقعد الدرزي، فطائفة الموحدين الدروز تلعب دوراً وطنياً وكل صوت يغير في المعادلة الانتخابية ويحمل رسالة تأييد للائحة 14 آذار»، منبهاً الى «ان هناك انقلاباً على الدستور وهذا واضح من خلال تعاطيهم مع رئيس الجمهورية والطائف والكل يعلم أن عنوان الطائف هو المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ونؤكد أننا كلنا أقليات في هذا البلد، وليس هناك من أقليات طائفية بل سياسية، وليس هناك وجود سياسي لميشال عون بل هو غطاء مسيحي لوجود سلاح «حزب الله» وحماية مشروعه». وشن مرشحو لائحة «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي في جبيل النائبان وليد الخوري وعباس هاشم وسيمون أبي رميا، حملة على «مرجعيات سياسية ووزراء وسفراء» على خلفية الانسحابات التي حصلت في جبيل، ورأى أبي رميا في بيان ان «المشهد الانتخابي اكتمل في كل لبنان من خلال التواطؤ الذي تم في قضاء جبيل بجمع الموالاة والمستقلين والوسطيين والتبعيين في لائحة واحدة لمواجهة لائحة التغيير والإصلاح. هذه اللعبة المسرحية تحمل الطابع الخبيث الذي ما زلنا نعاني منه منذ بداية الحرب اللبنانية، وظننا ان هذا التصرف يرتبط بمواقع غريبة تريد للبنان الهلاك، ولمسيحييه الذل والهجرة، تبين ان الدفاع عن الإرادة المسيحية ليس إلا التبعية لقريطم ولمشروعها الأساسي الذي دمر الاقتصاد اللبناني وهجر الشعب، وسيستكمل بالتوطين، ان الجهود التي بذلت بين قريطم ومعراب والتي أدت الى سحب كل من المرشحين، اميل نوفل ومحمود عواد، انما هي محاولة أخيرة لتهميش أبناء جبيل، والحاقهم بسلطة الاستئثار والتفرد». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله «إننا مقبلون على مرحلة سياسية جديدة من أهم عناوينها حلول المشاركة محل الأحادية وان الحكومة المقبلة إما حكومة شراكة تعكس التمثيل النيابي اما حكومة تشكلها المعارضة وتكون قوية وقادرة على النهوض بالبلد ولا داعي لافتعال مشكلات أو أزمات في وجه هذه المرحلة الجديدة لأن الجميع محكومون إلى الدستور والميثاق». أما عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي بزي فأمل ب«أن تجري الانتخابات بطريقة هادئة ومستقرة». وقال: «بعيداً من التجاذبات فإن المعارضة ما زالت تمد يدها إلى كل الفرقاء في لبنان وطن التوافق والشراكة والوحدة والتماسك لمواجهة كل التحديات».