يأمل علماء المتحجرات في الأرجنتين في أن يكون اكتشاف بقايا أكبر ديناصور معروف حتى الآن في منطقة باتاغونيا فاتحة لاكتشافات أخرى مماثلة في هذه المنطقة وبداية كشف النقاب عن تلك المرحلة الغامضة من عمر الأرض. وعثر علماء المتحجرات على بقايا متحجرة لديناصور ضخم هو الأكبر المكتشف حتى الآن، كان وزنه يقارب المئة طن، أي ما يعادل أربعة عشر فيلاً، وطوله أربعين متراً. ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية علمية كبيرة جداً، إذ إن الهيكل العظمي لهذا الحيوان الضخم ما زال محفوظاً بالكامل تقريباً، وهو ما يسمح للعلماء بإعادة تشكيل مجسم له سيفوق حجم بناء من سبع طبقات. وبدأت أعمال الحفر والبحث في هذه المنطقة من الأرجنتين في كانون الثاني (يناير) 2013، ولم يدر في ذهن العلماء قط أن اكتشافاً من هذا النوع ينتظرهم. ويقول عالم المتحجرات خوسيه لويس كارباليدو «إنه الاكتشاف الأكمل لهذا النوع من الديناصورات على مستوى العالم كله». ووفق روبن كونيو مدير متحف المتحجرات في المدينة، فإن هذه البقايا المكتشفة تعود إلى «أكبر ديناصور معروف للعلماء حتى الآن»، عاش في تلك المنطقة قبل حوالى تسعين مليون سنة. وفيما تسود الحماسة أوساط العلماء في الأرجنتين، يفضل العلماء الأجانب التريث والحذر، خصوصاً في ما يتعلق بحجم الديناصور ووزنه، ويرغبون في أن يتم التحقق جيداً من ذلك. ويقر بول باريت مدير متحف التاريخ الطبيعي في لندن، بأن هذا الديناصور «يبدو أنه من أكبر الأنواع التي عثر على بقاياها في العالم» حتى الآن. وبانتظار أن يقطع العلماء الشك باليقين في ما يتعلق بتفاصيل هذا الاكتشاف، يرى علماء المتحجرات في الأرجنتين أن هذا الاكتشاف الفريد ليس سوى فاتحة لاكتشافات أخرى، إذ إن بقايا ستة ديناصورات أخرى عثر عليها في الموقع نفسه. ويقدر العلماء المشاركون في أعمال الحفر والتنقيب، أن ما عثروا عليه من متحجرات حتى الآن لا يشكل سوى 20 في المئة من مجموع ما تضمه المنطقة من كنوز علمية تؤرخ لنشوء الحياة وتطورها على سطح الأرض.