وجه آخر ارتداه موظفو وكالات السيارات ليستقبلوا به عميلات كن في السابق مجرد مرافقات وغير مستهدفات في سوق السيارات، بيد أنه لم يشكل دخول المرأة السعودية إلى وكالة السيارات إلا مصدر استغراب للموظفين والعملاء، إذ لم تكن تدقق على ماركة السيارة أو لونها، أو ما يميزها عن غيرها، لأنها ستكون للسائق الذي بنظرها لا يستحق قيادة سيارة باهظة الثمن، وتمتلك مميزات متقدمة، فمصيرها بين يديه غير مأمون. يدور في دهاليز تجار السيارات، إعادة دراسة ألوان السيارات التي كانت في السابق لا تشكل نسبة مأمولة في حركة السوق، بينما عالم الألوان سينتعش من جديد في حال انتعش سوق الطلب على السيارات من النساء. وبعد قرار «القيادة»، أبدت المرأة السعودية استعدادها لخوض المجال المعرفي في السيارات، وباتت من ضمن اهتماماتها، بل من أولها فشرعت المرأة في دخول وكالات السيارات كباحث عن شكل عام، أمّا المميزات فعلى مسؤول التسويق أن يستعرضها ويشرحها ويوصلها بما يتناسب مع مفهوم المرأة باعتبارها طرف جديد. وقال مسؤول المبيعات يونس عبدالستار: «نحن أمام تحد كبير، فالمرأة اقتحمت هذا المجال بشكل سريع جدا لم نكن نتوقعه، إذ بدأت في دخول وكالات السيارات تبحث عن اللون بداية والحجم، ولا تلتفت لغير ذلك من مميزات وهذا الأمر طبيعي، إلا أن مسؤول المبيعات عليه أن يزود الزبونة بما على الزبون معرفته حول السلعة»، فيما أشار نايف العلي إلى أن المرأة أكثر دقة في الاختيار من الرجل، على رغم أن هذا المجال جديد عليها، فبعد الحديث معها عن المميزات نراها تستفهم عن معنى المسميات، «سلندر» على سبيل المثال فتسأل عن دلالة المسمى، ووظيفته في السيارة، الأمر الذي يدفع بنا لمحاولة إيصال المعلومة بشكل مبسط، وما أن تنتقل إلى سيارة أخرى حتى تكون اتقنت وتعرف ما الذي تسأل عنه. السؤال عن الألوان هاجس المرأة، إلا أنه وبحسب خدمة العملاء الأسود غالباً هو المفضل كونه ملك الألوان، يليه السؤال عن الوردي والبنفسجي والأصفر، في حين تسعى شركات السيارات حالياً لتوفير «ألوان نسائية» من الداخل والخارج، إضافة إلى إدخال العنصر النسائي في مجال المبيعات، ويحتاج الأمر إلى فترة تدريب حتى مزاولة العمل، فالتعرف على مميزات السيارة، أسباب الفرق في الأسعار بحاجة إلى تدريب وممارسة. كل الأحاديث التي تدور حول ألوان وأنواع سيارات النساء السعوديات، ما هو إلا امتداد لما أحدثه القرار من مفاجأة في الوسط الاجتماعي، ويرجع كثيرون إلى أن تكون حركة البيع اعتيادية، إذ لن تشذ السائقة عن شريك الطريق، وستستنسخ ذوقه العام في اختيار السيارة. وتتبادل سعوديات معاني أسماء السيارات مترجمة إلى العربية، وكان المتداول ما يلامس شخصية بنات حواء التاج، والنحلة، والفرس الأبيض، واللانهاية، والغزال.