شهدت فعالية «سوق المواهب»، التي نظمها مركز الملك سلمان للشباب، في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، أول من أمس، حضوراً لافتاً ومشاركة فاعلة من فئات المجتمع كافة، فضلاً عن بروز إمكانات شبابية إبداعية. وتجاوز عدد الزوار، على مدى يومين، ال1800 شاب وشابة، تنافسوا خلالها في إظهار واستكشاف ما لديهم من مواهب، من خلال الأركان المتنوعة والأنشطة التفاعلية في أروقة السوق، وفق استراتيجية تصب أهدافها في إلهام الشباب ودعم رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والناشئة، ليكون المركز حلقة وصل بين المبدع الباحث عن فرصة تثبت قدراته وأرباب العمل. وأوضح الرئيس التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب محمد العسيري أن مبادرة «سوق المواهب» تسهم في تحقيق رؤية المركز وتعزيز أهدافه في دعم جيل الشباب المميز، عبر مساعدتهم في إظهار روح المبادرة والتميز والإبداع بأساليب مبتكرة، وربط الموهوبين بالشركات الناشئة والصغيرة لتوفير فرص عمل متنوعة لهم تطور مهاراتهم وتحقق طموحاتهم. وبين أن المركز حرص على تنويع فعاليات المبادرة لمساعدة الشباب في اكتشاف مواهبهم وتطوير مهاراتهم، وهو ما يشكل بداية صحيحة لبناء قيادات مهنية مميزة ورواد أعمال ناجحين في جميع المجالات. وعمل المركز على درس الفعاليات السابقة، ما أدى إلى ابتكار أركان جديدة أحدثت فارقاً، إذ استحدث قبة الإلهام التي تعنى بمنح الزائر أدوات التفكير للبحث عن الذات. وعرضت أمثلة لمواهب كانت تجهل المسار المهني، ومن خلال الفعالية استطاعت توظيف مواهبها وفقاً لحاجات السوق. وأشار الدكتور صلاح معمار (متخصص في تنمية المهارات) إلى أنه من السهل على الجيل الجديد التعرف على موهبته، بفضل التطور المعرفي، لكن قد يواجه صعوبة في إظهار تلك الموهبة، وبعضهم يرتكب خطأً كبيراً عندما يفضل الانتظار حتى يطرق بابه من يتبنى موهبته. ودعا الموهوبين إلى المبادرة والوصول إلى الخبراء والجهات الداعمة، من أجل دعم أفكارهم وصقلها وتنميتها، لافتاً إلى أنه يجب على الجيل الحالي أن يتقن ما يسمى ب«الانتقائية» ليستطيع الخروج بفائدة من الأشخاص المؤثرين، مؤكداً أن الموهبة موجودة في كل شخص، ولا يمكن أن يوجد شخص غير موهوب. فيما قدّم القائمون على فعالية عيادة الاستشارات ما يزيد على 210 استشارات، منها طريقة عمل السيرة الذاتية، وتذليل الصعاب لحديثي التخرج والباحثين عن وظائف، إضافة إلى توجيه الموهوب إلى المسار المهني الصحيح، وذلك بإشراف مختصين. كذلك تضمنت الفعاليات إقامة ورشة عمل تتعلق بمهارات استقطاب المواهب والمحافظة عليها، موجهة خصيصاً لأصحاب المنشآت. وقدّمت مبادرة «سوق المواهب»، التي عقدت في وقت سابق من العام الحالي، في كل من الرياضوجدة، مفهوماً جديداً في كيفية استثمار المواهب. وهو ما أسهم في مشاركة 14178 شاباً وشابة باحثين عن عمل في المدينتين، إضافة إلى 104 شركات عرضت 1061 فرصة عمل للشباب. وحصل المشاركون على 476 استشارة قانونية، و330 استشارة مهنية. وشارك آلاف الشباب والشابات في ورش العمل، التي نظمتها «سوق المواهب»، تعرفوا من خلالها على كيفية الاستفادة من الموهبة، وميزات العمل في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومزايا العمل التطوعي وقيمته.