أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار، استعدادها لإطلاق برنامج السياحة الزراعية في المملكة خلال العام الحالي، ووضع تصور للضوابط والمجالات، التي يمكن خلالها تقديم قروض مدعومة للمزارع، وذلك بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعي. وقام وفد من الهيئة العامة للسياحة والآثار وصندوق التنمية الزراعي بزيارة استطلاعية لمزارع الأحساء على مدى يومين، للتعرف على احتياجات المزارع وإمكاناتها، وكذلك تعريف المزارعين بالسياحة الزراعية التي تنوي الهيئة إطلاقها في جميع مناطق المملكة خلال العام الجاري. وضم الوفد نائب الرئيس للاستثمار المساعد في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور حمد السماعيل، ومدير عام الإدارة العامة للبرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة حمد آل الشيخ، ومساعد المدير العام لشؤون رأس المال في صندوق التنمية الزراعي عبد الرحمن المقرن، يرافقهم المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحي في الأحساء علي الحاجي. وزار الوفد 13 مزرعة، موزعة على مناطق مختلفة في واحة الأحساء، التقى خلالها المزارعين، واستمعوا إلى معلومات عن مزارعهم، وأوضحوا لهم توجه الهيئة العامة للسياحة، بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعي في إطلاق برنامج السياحة الزراعية. بعد ذلك، عقد الفريق اجتماعاً موسعاً، حضره المدير العام لهيئة الري والصرف المهندس أحمد الجغيمان، ومدير الزراعة في الأحساء المهندس صالح الحميدي، وتناول الفرص والجوانب التي يمكن معالجتها لإطلاق السياحة الزراعية. وأوضح السماعيل عقب الجولة أن الهدف من الزيارة، هو الالتقاء بالمستثمرين والمزارعين، لإطلاعهم على فكرة السياحة الزراعية، والتعرف على احتياجات المزارعين ومجالات الدعم، لتتمكن الهيئة العامة للسياحة من وضع تصور للضوابط والمجالات، التي يمكن من خلالها دعم تلك المزارع من خلال برنامج السياحة الزراعية، التي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والآثار وصندوق التنمية الزراعية مع شركائها الآخرين من الجهات الحكومية. وأكد أن الأحساء تمتلك مقومات النجاح في برنامج السياحة الزراعية، معزياً ذلك إلى الحماس الذي وجده لدى جميع القطاعات الحكومية والمستثمرين والمزارعين، وكذلك وجود عدد كبير من المزارعين لديهم الرغبة الجامحة للانخراط في السياحة الزراعية. من جانبه، قال آل الشيخ أن الأحساء «تعد من الوجهات السياحية المهمة في المملكة، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يوليها اهتماماً كبيراً لما لها من طبيعة وموقع جغرافي، ومقومات سياحية وعناصر قابلة للتطوير، والسياحة الزراعية، ستكون إضافة حقيقية للسياحة في الأحساء». وامتدح المقرن ما رآه من ممارسة أهالي الأحساء للزراعة بأنفسهم، معتبراً أن هذا الأمر «سيكون مقوماً رئيساً لنجاح السياحة الزراعية في المحافظة». وأكد دعم صندوق التنمية الزراعي للمزارعين في حال إقرار ضوابط الإقراض بعد اكتمال الجولات على بقية مناطق المملكة. من جانبه، أبدى المدير التنفيذي للسياحة والآثار في الأحساء علي الحاجي تفاؤله بنجاح السياحة الزراعية في الأحساء، لما تمتلكه من بعد تاريخي ومخزون معرفي في الزراعة، ورقعة زراعية هي الأكبر على مستوى المملكة، وأعرب عن ثقته التامة في أن اقتصاداً جديداً سيولد في الأحساء، لافتاً إلى أن نجاح هذا البرنامج الجديد المتمثل في السياحة الزراعية يقف وراءه الأمير سلطان بن سلمان، الذي يرى في هذا النوع من السياحة داعماً ورافداً قوياً جداً للاقتصاد الوطني ولطبقة المزارعين، وبالتالي فإنه سيسهم في نهوض انتاج التمور وينعش مستوى دخل المزارع الذي بدأ يعاني جراء انخفاض أسعار التمور.