اضطرت طائرة، تابعة للخطوط السعودية، إلى تغيير خط سيرها، أول من أمس. وكانت الطائرة متجهة من مطار دبي الدولي، إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض، إلا أن سوء الأحول الجوية، أجبرها على الهبوط في مطار الملك فهد الدولي في الدمام. وعاش ركاب الطائرة حالاً من الفزع، استمرت نحو 15 دقيقة، ارتفع فيها الصراخ وترديد الشهادتين. وذكر مدير مطار الملك فهد الدولي المهندس خالد المزعل أن «حركة الطيران طبيعية، ولم يشهد المطار سوى استقبال رحلة واحدة، كانت متجهة إلى الرياض، وقادمة من دبي». وانطلقت الطائرة، من نوع بوينغ 777، من دبي إلى الرياض، ولم تسجل طوال رحلتها ما يثير القلق، وفيما هي تقترب من منطقة الرياض، دخلت في أجواء سيئة. وقال الراكب محمد الجشي إن «الطائرة كانت تسير في شكل طبيعي، حتى اقتربنا من منطقة رماح في الرياض، التي يبدأ منها الهبوط التدريجي»، مضيفاً «شعرنا بهبوط الطائرة في شكل حاد، وكأن الطيار فقد السيطرة عليها، إضافة إلى اهتزازات شديدة، ما أدى إلى فزع بين الركاب وصراخ الأطفال والنساء، وأصيب البعض بغثيان». وذكر أن «وضع الاهتزازات استمر نحو ربع ساعة، قبل أن تهوي الطائرة في شكل قوي، وتوقعنا أن نلامس الأرض»، مضيفاً «ارتفعت الأصوات بالشهادتين، وكنا نظن أننا نعيش آخر لحظاتنا في الحياة». وأوضح أن «الطيار حاول إعادة الطائرة إلى الأعلى، وكان صعودها الثاني قوياً جداً، وكأنه غير قادر على رفعها مرة أخرى». وبين أن «ما جعل الفزع ينتشر بين الركاب، عدم تنبيهنا بوجود مطبات هوائية، بل خيم الصمت بين المضيفات وكابتن الطائرة»، مضيفاً أن «الطائرة غيرت مسارها، ولم نُخبر بذلك، وإنما لاحظنا التغير من خلال الشاشات التي تحدد سير الطائرة»، وفيما استمر الوضع ربع ساعة، أوضح الكابتن أخيراً أن الأحوال الجوية سيئة، والرؤية غير واضحة، وأن الطائرة تحلق قريباً من الرياض، في انتظار فرصة للهبوط، إلا الطقس لم يتحسن، ما جعله يتجه بنا إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام». واستمر الوضع المربك إلى أن قاربت الطائرة على الهبوط في مطار الملك فهد. وأوضح الجشي أن «الطائرة كانت مليئة بالركاب، وحال الفزع مستمر بينهم، وبخاصة أن الأجواء كانت سيئة، حتى اقتربنا من المطار، وتعرضنا إلى مطبات هوائية كثيرة». وذكر أن «حالاً من التذمر سادت بين الركاب، بعد أن هبطت الطائرة»، مضيفاً أنهم «خيرونا بين العودة إلى الرياض في رحلة ثانية، أو البقاء في الدمام»، موضحاً أن «كثيراً من الركاب فضل التوجه إلى الرياض بالسيارات». وأكد مدير مطار الملك فهد الدولي في الدمام، المهندس خالد المزعل أن «هبوط طائرة تابعة إلى الخطوط السعودية في مطار الملك فهد، جاء بعد أن حولت مسارها من الرياض، بسبب سوء الأحوال الجوية». وأوضح أن «الطائرة كانت الوحيدة التي استقبلها المطار، بسبب الأجواء المضطربة»، مبيناً أن «حركة الطيران كانت طبيعية هبوطاً وإقلاعاً».