كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «كوينيبياك» أن نسبة 56 في المئة من الأميركيين تعتبر الرئيس دونالد ترامب «غير مؤهل» لتولي المنصب، وأن ثلث المستفتين فقط (36 في المئة) راضون عن أدائه منذ تسلمه السلطة في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وانقسم المستفتون بشدة بحسب انتمائهم السياسي وجنسهم ولون بشرتهم. وعلى سبيل المثال، قال 94 في المئة من المستفتين الديموقراطيين إن ترامب ليس مؤهلاً للرئاسة، في حين اعتبر 84 في المئة من الجمهوريين أنه أهل لها. وبلغ معدل الرضا على أداء ترامب 36 في المئة، علماً أن شعبيته تتراوح بين 33 و40 في المئة منذ آذار (مارس). ووافق 69 في المئة من المستفتين على أن الرئيس ال45 للولايات المتحدة يجب أن يكف عن التغريد على «تويتر». وعلّق المدير المساعد لمعهد «كوينيباك» تيم ماليون بأن «لا جانب إيجابي في الاستطلاع». وأضاف: «في ظل مراوحة نسبة الرضا على أداء الرئيس مكانها بين 30 و40 في المئة، وفي ظل الشكوك المحيطة بطباعه وقدرته على الحكم على الأمور، يجب أن يواجه الحقيقة القاسية بأن غالبية الأميركيين لا يعتبرونه مؤهلاً لتولي المركز الأهم في البلاد». وأبدى ترامب استياءه من وزير الصحة في فريقه توم برايس، المتهم باستخدام طائرة خاصة يموّلها دافعو الضرائب في رحلات خاصة. وحين سئل إذا كان سيتخذ قرار الاستغناء عن برايس، أجاب ترامب «سنرى»، علماً أن برايس اضطلع بدور أيضاً في فشل جهود ترامب لإلغاء قانون «أوباما كير» للتأمين الصحي. ويأتي هذه التوبيخ غير الاعتيادي في وقت يخضع برايس وأعضاء آخرون في الإدارة لتحقيق يجريه الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون في شأن استخدامهم «طائرات مملوكة من الحكومة أو طائرات خاصة غير تجارية لتنفيذ رحلات». وأورد موقع «بوليتيكو» الإخباري أن «برايس استخدم موارد من أموال دافعي الضرائب لاستئجار طائرة للذهاب إلى جزيرة سياحية ومواقع يملك فيها عقارات». إلى ذلك، اتهم ترامب موقع «فايسبوك» بأنه «يقف ضده»، ما استدعى رداً مباشراً من رئيس إدارة الموقع مارك زوكربرغ الذي نفى هذا الاتهام. وكان زوكربرغ أعلن الأسبوع الماضي أنه سينسق بالكامل مع الكونغرس الأميركي الذي يحقق في احتمال تأثير روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي، والتي كسبها ترامب. ووافق الموقع على تسليم الكونغرس الأميركي مضمون رسائل سياسية قد تكون موّلتها روسيا، عبر شراء مساحات إعلانية على موقع التواصل الاجتماعي. واعتبرت وسائل إعلام أن هذه الرسائل حاولت خلق توترات سياسية بين الأميركيين في شأن مواضيع عدة بهدف التأثير سلباً في المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تفوقت على منافسها في استطلاعات الرأي، علماً أن الكرملين ينفي أي علاقة له بانتخابات أميركا. وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»: «فايسبوك كان دائماً ضدي، وهناك تواطؤ» بين صحيفتي «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست». أما زوكربرغ فكتب على موقعه الذي يطرحه «كمساحة لكل الأفكار»: «يقول ترامب إن فايسبوك ضده، في حين يزعم اليسار أننا ساعدنا ترامب. المعسكران بكل بساطة مستاءان من الأفكار والمضامين التي لم تعجبهما». وأضاف: «صرحت بعد الانتخابات أن فكرة الأخبار الخاطئة التي نشرها فايسبوك والتي يُحتمل أن تكون أثرت في الانتخابات الأميركية، هي فكرة مجنونة. القول إنها فكرة مجنونة هو استخفاف، وأنا نادم على ذلك. إنه موضوع في غاية الأهمية لا يمكن الاستخفاف به». ودعا الكونغرس مدراء في «فايسبوك» و «تويتر» و «غوغل» للإدلاء بشهاداتهم في إطار التحقيق في احتمال تأثير روسيا في الانتخابات. وقال مساعد في مجلس الشيوخ إن «لجنة الاستخبارات في المجلس طالبت مدراء في الشركات الثلاث المثول أمامها في جلسة علنية مقررة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل». وأوضحت لجنة الاستخبارات أن جلسة علنية ستعقد الشهر المقبل مع ممثلين من شركات تكنولوجية لم تسمها لمحاولة «فهم أفضل لكيفية استخدام روسيا وسائل ومنصات لبث الفرقة والتأثير في انتخاباتنا». ولم يؤكد مسؤولو الشركات إذا كانوا سيحضرون. ولم ترد «تويتر» على طلبات للتعقيب، علماً أن «فايسبوك» كشف الشهر الماضي أن متصيدين روساً على ما يبدو اشتروا إعلانات مثيرة للخلاف قيمتها أكثر من 100 ألف دولار على منصتها خلال انتخابات 2016 وهو ما أثار دعوات من جانب بعض الديموقراطيين لفرض قواعد جديدة للإفصاح عن الإعلانات السياسية الإلكترونية. على صعيد آخر، أعلن مسؤولون في الإدارة أن الولاياتالمتحدة لن تستقبل في 2018 أكثر من 45 ألف لاجئ من العالم أجمع، وهو أدنى عدد في التاريخ ويعكس الأولوية التي تعطيها واشنطن للأمن القومي. وكان برنامج استقبال اللاجئين شمل 85 ألف شخص في 2016، و54 ألفاً في 2017. ولم يذكر المسؤولون إذا كان منع دخول اللاجئين لمدة 120 يوماً بموجب مرسوم الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة، سيُمدد بعد 24 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقررت إدارة ترامب إنهاء العمل تدريجاً ببرنامج يسمح للأطفال الهاربين من العنف في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس بتقديم طلبات لجوء إلى الولاياتالمتحدة قبل أن يغادروا أوطانهم، بحجة أنهم «غير مؤهلين لإعادة التوطين كلاجئين». وأوضحت كارين موسالو، مديرة مركز دراسات النوع واللاجئين في جامعة كاليفورنيا، أن «البرنامج سمح لصغار معرضين لخطر يعيش ذووهم في الولاياتالمتحدة أن يقدموا طلباتهم في مناطق يعيشون فيها كي لا يضطروا إلى تنفيذ رحلة محفوفة بالأخطار بمفردهم عبر حدود المكسيك. لذا أعتقد بأن الإدارة الحالية لا تولي أي اهتمام بفهم من هم اللاجئون، والتزام بلدنا حماية الهاربين من الاضطهاد».