المنامة، لندن - «الحياة»، رويترز - ظهر أمس إلى العلن خلاف في صفوف المعارضة البحرينية مع إعلان حركة «شباب 14 فبراير» التي أطلقت حركة الاعتصام في دوار اللؤلؤة أنها لن تشارك في مسيرة مقررة اليوم إلى الديوان الملكي البحريني، ودعوتها المعارضين المتشددين الشيعة إلى وقف تأجيج التوترات الطائفية. وقالت «شباب 14 فبراير» في بيان إنها تدعو جمعية «الوفاق الوطني الإسلامية»، كبرى حركات المعارضة الشيعية، والداعية الشيعي المرموق الشيخ عيسى القاسم إلى وقف المعارضيْن المتشدديْن حسن مشيمع وعبدالوهاب حسين عن دعوة المعتصمين في دوار اللؤلؤة للانضمام إلى المسيرة المزمعة إلى الديوان الملكي في منطقة الرفاع اليوم. واعتبرت الحركة أن «من شأن المسيرة أن تؤجج الطائفية وتؤدي إلى سقوط ضحايا أبرياء». وقالت سبع جمعيات معارضة من بينها «الوفاق» إنها تعارض المسيرة أيضاً. وأوضحت في بيان أنها «تتابع بقلق شديد المحاولات اليائسة التي يقوم بها البعض لجرّ الساحة المحلية إلى حرف المطالب السياسية المشروعة التي فجرها شباب حركة 14 فبراير». ودعت الجمعيات السبع في المقابل «شباب حركة 14 فبراير إلى المساهمة الفاعلة في مسيرة إسقاط دستور 2002 التي ستنطلق من تقاطع السيف إلى دوار الشهداء عصر اليوم»، واعتبرت أن «المتربصين بحركة اللؤلؤة يحاولون جاهدين نصب الكمائن الطائفية للحركة، وأن وعينا وتماسكنا الوطني فوتا عليهم المحاولات في مدينة حمد، وفي البسيتين، وسيفوت محاولات جرنا إلى صدامات حتمية في الرفاع على الأسس الطائفية». كذلك دعا الشيخ محمد إبراهيم مقداد، وهو رجل دين شيعي بارز يعتبر مقرباً من مشيمع، المحتجين إلى إلغاء مسيرة الديوان الملكي بسبب مخاوف من توترات طائفية. ويشارك الآلاف من شبان «حركة 14 فبراير» في الاعتصام المستمر في دوار اللؤلؤة بالمنامة وينظمون مسيرات شبه يومية. وأسست حركة «حق» التي يتزعمها مشيمع وجمعيتان أخريان هذا الأسبوع حركة تطالب بإطاحة الأسرة الحاكمة وتحويل البحرين إلى جمهورية. في هذا الوقت، وقعت مشاجرة أمس في مدرسة ثانوية للبنات في منطقة سار غرب العاصمة المنامة بين أهالي طلاب من السّنّة والشيعة عندما تعرضت تلميذات كن يشاركن في مسيرة مناهضة للحكومة إلى الضرب من قبل بعض أهالي طالبات أخريات. واستمر الاشتباك نحو ساعتين قبل أن تتدخل قوات الشرطة وبعض النواب والمسؤولين لتهدئة الوضع. وقال سكان محليون إن مجنسين من السوريين السّنّة شاركوا في الشجار. وهذا ثاني اشتباك من نوعه بين السّنّة والشيعة بعد الاشتباك الذي وقع في مدينة حمد قبل أسبوع وأدى إلى إصابة بضعة أشخاص بجروح. وشكلت جماعات سنّية وشيعية معارضة آلية مشتركة لتهدئة التوترات في حال نشوب حوادث عنف أخرى في مناطق مشتركة بين الطائفتين.