يعتقد محللون وخبراء عسكريون، بأن لدى دول عربية القدرة على استخدام قواتها المسلحة لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، بدل استجداء الدعم من الغرب، كما يعتقدون بأن فقدان قوات العقيد معمر القذافي القدرة على استخدام سلاح الجو يسرِّع الحسم على الأرض لمصلحة المعارضة وينقذ البلاد من حرب استنزاف طويلة، وهذا هو المطلب المتكرر للمجلس الوطني الانتقالي. وبحسب القائد السابق لسلاح الجو والدفاع الجوي في الإمارات العربية المتحدة اللواء المتقاعد خالد عبدالله البوعينين، تستطيع قوات مشتركة خليجية - مصرية فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، انطلاقاً من قاعدة مرسى مطروح شرق مصر. ويقول البوعينين إن أسراباً من طائرات تملكها هذه الدول، وهي طائرات من طراز «أف - 16» و «بلوك - 60» و «أف - 15»، مدعومة بطائرات رادار وإنذار مبكر وصهريج لتزوُّد الوقود جواً «تستطيع فرض حظر فعال ضد القوات الجوية للقذافي، التي تتألف من طائرات وأنظمة قديمة جداً». ويضيف أنه يمكن لهذه القوات العربية أن تنتقل الى مرسى مطروح خلال خمسة أيام، مستخدمة أسطول طائرات النقل الجوي الجيد الذي تملكه دول خليجية، خاصة طائرات «سي - 130» و «سي - 17». ولاحظ ان القوات الخاصة الإماراتية والمصرية المزوَّدة طائرات هليكوبتر نقل كبيرة، مثل «تشينوك» و «بلاك هوك»، واخرى هجومية من طراز «أباتشي لونغ بو أن»، تؤمن عمليات البحث والانقاذ عند الحاجة، كما تملك هذه الدول الخبرة في تنظيم عمليات عسكرية مشتركة وإدارتها وتنفيذها، نتيجة برامج التدريب والمناورات المشتركة التي تجريها قوات دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة لمصر والأردن سنوياً منذ عقدين من الزمن. ويقترح البوعينين، الذي يترأس حالياً «مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري»، أن تستخدم القوات الجوية العربية ترسانتها من الصواريخ والقنابل الذكية، القادرة على تدمير منصات رادار وصواريخ أرض - جو ليبية من مسافات بعيدة، وتدمير مدارج القواعد الجوية لمنع انطلاق المقاتلات الليبية. ويشير الى أن منطقة العمليات للقوات التي ستفرض الحظر الجوي ستكون فعلياً محصورة في المنطقة الغربية لليبيا، وتحديداً محيط العاصمة، حيث تتواجد قواعد لا تزال تحت سيطرة قوات القذافي. يذكر أن قوات القذافي تملك صواريخ أرض - جو روسية الصنع طراز «سام - 3» و «سام - 6» و «سام - 2»، استولت قوات المعارضة على بعضها. في حين أن سلاح الجو الليبي يضم: - 4 طائرات «ميراج اف-1» الفرنسية الصنع، فر منها اثنان الى مالطا وتم إسقاط واحدة، ما يبقي واحدة فقط في الخدمة. - 25 طائرة «ميغ -21» روسية الصنع، كلها خارج الخدمة ومتوقفة. - 34 طائرة «سوخوي - 22» روسية الصنع، تحطمت واحدة منها اخيراً. وهذا الطراز هو المستخدم حالياً في عمليات القصف الجوي. - طائرتان من طراز «سوخوي - 24»، أسقطتهما قوات المعارضة في المعارك الأخيرة. - حوالى 125 مقاتلة هجومية «ميغ - 23»، روسية الصنع، غالبيتها خارج الخدمة وتحتاج الى صيانة. - 30 هليكوبتر هجومية «مي مي - 24» روسية الصنع، أسقطت المعارضة بعضها. وتستخدم قوات القذافي هذه الهليكوبتر بكثافة في عملياتها ضد قوات المعارضة والمتظاهرين. يشار الى أن عدداً من القواعد الجوية الليبية مع طائراتها سقطت في يدي المعارضة، مثل طبرق وبنغازي. ويتوقع المراقبون أن تكون المعارضة الليبية أكثر تقبلاً لتدخُّل قوات مساعَدة عسكرية عربية، بدل الغربية، يضاف الى ذلك سهولة عمل مراقبين عسكريين عرب على الأرض مع قوات المعارضة لتوفير دعم للعمليات الجوية، خاصة في الاسناد الجوي القريب ضد منصات صواريخ وبطاريات مدفعية مضادة للطائرات. * باحث في الشؤون الإستراتيجية