تصدر ملف عملية السلام المحادثات التي أجراها الرئيس محمود عباس مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كامرون والتي تناولت سبل تحريك المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المتوقفة بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان. وقال عباس إن البحث تناول إمكان إقناع الولاياتالمتحدة بتضمين بيان اللجنة الرباعية الدولية في اجتماعها المقبل ما ورد في البيان الثلاثي الذي أصدرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا عقب «الفيتو» الأميركي في مجلس الأمن في شأن الاستيطان. كما تحدث عباس عن استحقاقات أيلول (سبتمبر) المقبل، ملوّحاً بالاستقالة في حال عدم التوصل الى حل. وكان مسؤول فلسطيني أعلن الاثنين أن ثمة تحركاً بريطانياً - ألمانياً - فرنسياً «يهدف الى إطلاق عملية السلام المتوقفة»، وأن هذا التحرك يسعى الى «ضمان إصدار بيان من اللجنة الرباعية في اجتماعها المقبل الذي لم يحدد موعده بعد، يوافق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي كأساس لاستئناف المفاوضات». وقال الرئيس الفلسطيني في لقاء مع عدد من الصحافيين العرب في لندن مساء الثلثاء - الأربعاء بعد محادثاته مباشرة مع كامرون وقبل توجهه الى الدنمارك، إن المحادثات تناولت الوضع العربي الراهن وقضية السلام، و«الفيتو» الأميركي في مجلس الأمن والموقف البريطاني والفرنسي والألماني المؤيد لمشروع القرار العربي ضد الاستيطان، ثم البيان الذي صدر باسم هذه الدول الثلاث عقب «الفيتو» ويدعو الى وقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مع تبادل طفيف متفق عليه للأراضي وحل عادل للاجئين. وأوضح: «بالنسبة الى المفاوضات، قلنا (لكامرون)، نقبل ما ورد في البيان الثلاثي، وان يتم تضمين ما ورد فيه في بيان الرباعية» التي قال إنها قد تجتمع خلال أسبوعين أو شهرين. وأضاف إن البحث مع كاميرون تناول إمكان إقناع اميركا بتبني البيان الثلاثي وتضمينه في بيان «الرباعية»، مشددا على تمسكه بوقف الاستيطان. وتحدث عباس عن الخيارات البديلة في حال فشل هذا المسعى، مشيراً الى أن الفلسطينيين والعرب ذهبوا بمشروع قرار ضد الاستيطان الى مجلس الأمن، و«ربما يكون أحد الخيارات الذهاب (مجدداً) الى مجلس الأمن والجمعية العامة» للأمم المتحدة، مضيفاً: «ننتظر حتى أيلول (سبتمبر)» الذي وصفه بأنه «مربط الفرس»، مشيراً الى 3 استحقاقات: الأول هو الإعلان عن فلسطين دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة بحسب ما تمنى الرئيس باراك أوباما في خطابه الأخير في الأممالمتحدة، والثاني انتهاء الموعد الذي حددته اللجنة الرباعية للمفاوضات مع إسرائيل، والثالث هو انتهاء بناء مؤسسات الدولة التي ألزمت السلطة نفسها ببنائها. واستطرد: «إذا لم تحصل (هذه الاستحقاقات)، فلا أعرف ماذا سنفعل، لكن كل شيء متوقع، الخيارات كلها، إلا الحرب». ولمح الى إمكان استقالته، مضيفاً: «قلت للأميركيين والعرب والإسرائيليين أنه إذا لم يكن هناك حل، فلماذا أبقى»؟ ورفض المشروع السياسي الذي يتردد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يريد أن يطرحه والقائم على الحل المرحلي وإقامة دولة ذات حدود موقتة، وقال: «هذا المشروع طرح منذ سبع سنوات ورفضناه وسنرفضه». وكشف أن مندوبي «الرباعية» سيعقدون لقاء مع مسؤولين فلسطينيين اليوم في رام الله أو القدس «لنشرح لهم موقفنا». وتطرق عباس الى موضوع المصالحة الفلسطينية، وقال: «قولوا لنا ما هو المطلوب لإنهاء الانقسام»، مشيراً الى أنه دعا الى انتخابات حرة ونزيهة في ايلول تشكل مخرجا للمأزق الراهن، وأن السلطة وقّعت على الورقة المصرية للمصالحة التي لم توقع عليها «حماس». وأوضح ل «الحياة» أنه يدعم مبادرة رئيس حكومته سلام فياض في شأن الوحدة والتي تقوم على أساس الإبقاء على الوضع الحالي، حكومة «حماس» في غزة والسلطة في الضفة، وإجراء انتخابات. وأضاف إنه يدعم التحرك الشبابي على «فايسبوك» للخروج بتظاهرة منتصف الشهر تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، وقال: «سنخرج معهم ضد الانقسام». وأوضح انه شكر البريطانيين على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني من مفوضية الى بعثة، وهي درجة أقل من السفارة ولا تمنح الديبلوماسيين الحصانة. وقال: «هي خطوة معنوية جيدة نقبل بها ونتوقع المزيد».