يتحدد الطرف الأول في نهائي كأس ولي العهد السعودي مساء اليوم، عندما يلتقي «قطبا الكرة السعودية، الهلال والنصر في دور النصف النهائي لثاني أكبر البطولات الكروية السعودية، في مواجهة من العيار الثقيل جداً، إذ اعتاد الجمهور السعودي عامة على مشاهدة متوقعة لا تعترف بأي اعتبارات تسبق الصافرة الأولى كما أن عوامل النقص لا تأثير لها على الإطلاق وفي العديد من المناسبات يتفوق صاحب الظروف الصعبة، لذا لا يمكن التكهن بأحداث المباراة ونتيجتها النهائية. «حامل اللقب» للمواسم الثلاثة السابقة وصاحب الرقم الصعب برصيد 9 ألقاب، فريق الهلال فرض سطوته في السنوات الأخيرة على غريمه الأزلي وكانت له الكلمة الأقوى في غالب المباريات السابقة، إلا أن الوضع اختلف تماماً هذا الموسم بعد أن استعاد النصر توهجه وبات منافساً حقيقياً على المسابقات كافة ويتطلع إلى تصفية بعض الحسابات مع منافسه التقليدي، ما يجعل المعركة تكون من نوع آخر في ظل عودة تكافؤ الكفتين من النواحي كافة، وأن كان النصر يسجل بعض التفوق من حيث الجاهزية المعنوية بعد أن حقق نتائج إيجابية في الجولة الأولى من الاستحقاق الآسيوي عكس غريمه الهلال الذي أخفق في عقر داره. الفريق الأزرق يعاني من الإرهاق وتراجع في المؤشر الفني للعديد من عناصره الأساسية وباتت جماهيره تتخوف من سقوط ذريع محتمل لفريقها إذا ما استمر تذبذب الأداء، والمدرب الأرجنتيني كالديرون لم يوفق حتى الآن في إظهار الصورة التي يتمناها الجمهور الأزرق، خصوصاً وأن لديه فريقاً جاهزاً ومهيأً بشكل كبير للفوز في جميع المواجهات، وحاول الأرجنتيني مراراً وتكراراً إعادة ترتيب الصفوف من جديد، إلا أن فريقه يعاني من عقم هجومي كبير بتواجد المصري أحمد علي ووليد الجيزاني، وأن كان المدرب سيزج بياسر القحطاني بعد اكتمال جاهزيته البدنية إلا أن القحطاني هو الآخر لم يعد مقنعاً لمحبي الفريق، وكل ما تعول عليه الجماهير حيوية السويدي ويلهامسون وقتالية الروماني رادوي إلا أن الأخير يعاب عليه النرفزة وإمكان تعرضه للإبعاد بالبطاقة الحمراء في أي لحظة من المباراة، كما أن نواف العابد أحد العناصر الرابحة متى ما كان في قمة حضوره الذهني، ويعد خط الدفاع الأضعف ومن خلفهم الحارس حسن العتيبي الذي تكررت هفواته في العديد من المباريات الأخيرة. وعلى الطرف الآخر، يشمر النصراويون عن سواعدهم للعبور إلى المباراة الختامية والتي ستكون أسهل من دون جدال كونه سيقابل الفائز من الاتفاق والوحدة، ما يجعل الفريق الأصفر يسعى جاهداً إلى تجاوز العقبة الهلالية والاقتراب من العودة إلى سماء البطولة التي غابت سنوات طويلة جداً عن الخزانة الصفراء، والمدرب الكرواتي دراغان حاول في التدريبات الأخيرة إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية وفضل إراحة بعض اللاعبين الذين لم تكتمل جاهزيتهم في المواجهات السابقة من أجل دعم الصفوف الصفراء في الموقعة الأهم، والكتيبة النصراوية مليئة بالنجوم عكس المواسم السابقة ما يمنح المدرب فرصة التحكم بزمام المباراة، كما أن لاعبيه يملكون الشيء الكثير من الحماسة والقتالية طوال التسعين دقيقة إضافة إلى التعامل الجدي مع العمليات الهجومية والدفاعية كافة، ويمتاز النصر بقوة هجومه بتواجد أكثر من لاعب قادر على التسجيل يتقدمهم الكويتي بدر المطوع ومحمد السهلاوي وسعد الحارثي وكذلك الشاب النشط سعود حمود، كما أن رباعي الوسط قادر على القيام بمهامه الهجومية والدفاعية بذات الكفاءة، ما يزيد من خطورة الهجمة والقوة الدفاعية. إدارتا الناديين دائماً ما تتفق على رصد المكافآت الكبيرة والحضور الشرفي البارز للحصص التدريبية الأخيرة، كما هي حال اتفاق المدربين على فرض السرية التامة على التحضيرات الفنية، ودائماً ما يكون للفوز نكهة مختلفة لدى محبي الفريقين، خصوصاً عندما يكون النزال من خروج المغلوب.