هل هي لحظات سريعة من تذكّر الأمجاد والعودة إلى إنجازات مضت في مسيرة المطالبة بحقوق المرأة؟ هل هذا هو هدف اليوم العالمي لحقوق المرأة الّذي يُحتفل به عبر الندوات والمحاضرات والحفلات الإجتماعيّة الّتي تُهنّئ المرأة على ثورتها الناعمة التي حققت في بعض البلدان الكثير، لكنها ما زالت تحتاج الكثير أيضاً في بلدان اخرى؟ اليوم العالمي لحقوق المرأة وقفة، ليست لتهنئة النّساء بعضهن البعض على خطوات قمن بها هنا أو هناك خلال مئة عام من مسيرة النضال، إنما للتأكيد بأن قضايا خطيرة تلاحق المرأة أينما حلّت في هذا العالم. فهل يمر هذا اليوم من دون أن نتذكر أن هناك 516 مليون إمرأة يعانين من الأمية عالمياً بحسب إحصاءات الأممالمتحدة للعام 2010؟ وأنّ 59 في المئة من النساء عالمياً تعرضن لنوع من أنواع التعذيب أكان جسدياً ام نفسياً أم جنسياً؟ هذه هي الحقائق التي يحتاج العالم لسماعها في هذا اليوم... وإذا نظرنا إلى المنطقة العربية، وجدنا مجموعات نسائية مناضلة خصوصاً خلال الثورات الأخيرة التي شهدتها وتشهدها الدول العربيّة، ولكن مقابل هذا النضال هناك الكثير من القوانين المجحفة التي تحدّد المرأة في إطار لا يمكن وصفه إلا ب «الرجعية». أكثر من ذلك هناك معارك كبيرة لا تزال تنتظر المرأة العربية ليس كي تتساوى مع الرجل، إنما لتُحصّل أدنى حقوقها: لقمة العيش، الكرامة، التعليم، الصحة والأمان... في هذه المئوية، لا يمكن إلا تركيز الأنظار على حالة المرأة في فلسطين والعراق حيث تتعرض لشتى أنواع التعذيب والقهر يومياً. وإن كانت المرأة في تونس سبّاقة عبر التاريخ في نيل حقوقها، واستطاعت الحفاظ على كيانها على رغم المضايقات التي عاصرتها في عهد بن علي، فإن جارتها في الجزائر لا تنتظر قدوم بورقيبة جزائري لتعيش في نعيم الحق... المرأة العربية أثبتت وجودها المادي والمعنوي في مختلف المفارق الحياتية، حتى سقطت أخيراً شهيدة الثورات في العالم العربي من مصر إلى البحرين فاليمن حيث لا يزال ثلث اليمنيات يعانين من سوء التغذية، فضلاً عن الأمية المستشرية، إلاّ أنها تقف إلى جانب الرجل بالتصدي لعمليات القمع والمطالبة في إسقاط النظام. فهل تحمل هذه الثورات بشرى تحرر المرأة من النصوص القانونية البالية أو تحافظ على الوضع القائم وتقدم ملفات أخرى على هذا الملف الإنساني بامتياز؟ المسيرة ما زالت طويلة والعوائق كبيرة تحتاج كثيراً من الصبر والدراية. من لبنان وسورية والأردن أيضاً أصوات نسائية تحاول أن تعلو، إلا أن الصوت لا يُسمع إلا خافتاً. في مئوية اليوم العالمي لحقوق المرأة تساؤلات كثيرة تفرض نفسها عربياً وعالمياً، فهل تأسر المرأة نفسها بأثواب فضفاضة تحت شعار الحرية وتحصيل الحقوق، أم تناضل في يومياتها لتكون كما هي تحلم لا كما يريدها الرجل أن تكون؟