تعاني موظفات من عدم توفر حضانات لأطفالهن، ما يؤثر على التزامهن بالدوام وعلى الإنتاجية بطبيعة الحال، وطالب عدد من الموظفات في القطاعين العام والخاص بتفعيل القرار الصادر عام 1389ه، الذي يُلزم كل صاحب منشأة تعمل لديه 50 موظفة بتأمين حضانة لرعاية أطفالهن. مريم الصالح، موظفة في القطاع الخاص، تعاني من صعوبة الموازنة بين التزاماتها الوظيفية والعائلية بسبب عدم وجود مكان مناسب لترك أطفالها، خصوصاً الرضع منهم، ما يضطر الأمهات العاملات لترك أطفالهن عند الأهل أو الجيران»، وتضيف: «كما أن بعض الموظفات يجدن أنفسهن مضطرات إلى اصطحاب أطفالهن إلى العمل، ما يضعهن في حرج»، وتطالب الصالح بتفعيل قرار إنشاء حاضنات للأطفال. أما نورة القحطاني، معلمة في مدارس أهلية، فتقول: «لدي طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وأتمنى من المدرسة أن تبادر في إنشاء حضانة، لأن نظام القطاع الخاص لا يساعد المرأة، خصوصاً أنني أساعد زوجي في مصروفات المنزل، وخوفي من المشكلات التي نسمعها عن العاملات المنزليات، ما يجعلني لم أستطع أن أترك طفلي مع العاملة، وأيضاً ما يجعلني أخرج من المنزل قبل موعد الدوام بساعة، لأترك طفلي عند إحدى شقيقاتي أو والدتي». أما أم سارة، موظفة قطاع خاص، فتقول: «دوامي يعادل 12 ساعة، ما يجعلني أضع ابنتي عند إحدى جاراتي، أو شقيقات زوجي، وبعد أن أستمر العمل ما يقارب عاماً بدأن في الانزعاج، خصوصاً أن النظام لا يمنحني إجازة، كما هو موجود في نظام الخدمة المدنية». وأكدت نوال الشهري، موظفة في أحد البنوك، أن مشروع الحضانات هي ثقافة اجتماعية ووعي، ويفترض أن تقوم الجهات المعنية بنشر هذا الوعي، لكن في ظل غياب المعايير ذات التأثير لتطبق على القطاع الخاص، من الطبيعي ألا يتجه إلى القطاع الخاص إلا فئة معنية به، إذ يقوم هذا القطاع بتلبية حاجات هذه الفئة بما يناسبها من أساليب وطرق تعليم. وأوضحت المدير العام لرياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم حصة الدباس ل «الحياة» أهمية فتح حضانة وروضة مستقلة وقريبة للمباني النسائية لتحقيق السلامة الشخصية للطفل، والراحة النفسية للأم، والاستقرار المنهجي في المدرسة، وقالت: «نأمل قريباً الاستفادة من القطاع الخاص وتشجيع المستثمر في تحقيق ذلك الهدف». ولفتت إلى أن تراخيص الحضانات ليست من مهام وزارة التربية والتعليم، ولكن تشرف الوزارة على الحضانات لمن ضم الحضانة مع المراحل الدراسية، إذ لا يشترط على المستثمر في فتح رياض أطفال يكون لديه تخصص تعليمي، ولكنه يشترط أن يكون المسؤول حاصلاً على شهادة تؤهله لتسلم هذا المنصب. حضانات الأطفال تحقق السلامة الشخصية للطفل والراحة النفسية للأم.