قبل فترة تحدثنا أن فريق النصر الأول يمر بمرحلة تطوير لا مرحلة منافسة على البطولات طويلة المدى، وأن المحترفين الأجانب ولو استثنينا الكويتي بدر المطوع لم يضيفوا القوة الفنية التي قد تغير من قناعتنا بأن الفريق قادر على المنافسة بقوة، فالذي خشيناه عقب مباراة باختاكور الأوزبكي حدث، وعلى أرض ملعب الملك فهد أمام القادسية، فتسليط الضوء على تعادل الفريق أمام باختاكور بصورة كبيرة لم يكن مثالياً في هذه الفترة، ونتيجة التعادل بهدفين لا أعتبرها دليلاً قاطعاً بأن الفريق تحول من هذه المباراة لفريق «خرافي»، سيتمكن من إطاحة منافسيه بالضربة القاضية، فالأخطاء الفردية ما زالت دون علاج، بدءاً من الحارس عبدالله العنزي على منطقة الدفاع بقيادة الأسترالي ماكين، مروراً بمنطقة الوسط، حتى نقف عند أفراد خط الهجوم، صحيح هناك اجتهادات فردية تحسب للاعبين محدودين، إلا أن الفريق على المستوى الجماعي لم يصل لدرجة التميز، التي تكفل له الثبات على مستوى فني لأكثر من ثلاث مباريات، النصر يا سادة يعيش مثل أقرانه من الأندية السعودية مستوى «متذبذباً»، إلا أن ما يخونه هو لاعبوه الأجانب، وبعض أفراده غير القادرين على مجاراة أقرانهم من أندية المقدمة، فالفريق «الأصفر» متى ما عاش في «فورة» فنية قد يطيح بفرق المقدمة، ولكن السؤال متى سيعيش الفريق هذه الوضعية وإلى كم مباراة ستستمر هذه الحالة؟ أعود وأقول إن التركيز الإعلامي «المبالغ» فيه مع التعادل مع باختاكور لم يكن «إيجابياً» في تهيئة الفريق لمباراة القادسية، التي تعتبر أحد المنعطفات المهمة في ملاحقة فرق الصدارة، وهنا أتساءل لماذا غاب صوت «التحذير» لفريق النصر من مسؤوليه قبل جماهيره؟ أم أن الجميع وقع في «فخ» التخدير سواء المقصود منه أو غير ذلك؟ أم أن «تبجيل» بعض وسائل الإعلام لتعادل النصر جاء من أجل مجاملة الفريق، ومحاولة إرضاء أنصاره ومسؤوليه؟ وأن الإعلام وقف مع أحد ممثلي الكرة السعودية؟ إذاً المرحلة المقبلة لفريق النصر تتطلب في المقام الأول إعداد اللاعبين بصورة أفضل مما كان، وإيصال الرسالة واضحة لجميع اللاعبين وللجهاز الفني أن الفريق ما زال في أولى خطواته الآسيوية، حتى وإن تجاوز الاستقلال الإيراني في المباراة المقبلة، فبطولة دوري أبطال آسيا لها من التعقيدات والمفاجآت ما يجعلني غير قادر على ترشيح فريق على آخر إلا مع نهاية آخر مباراة للتصفيات الأولى، وبإذن الله متى ما خطف النصر البطاقة الأهم عن فرق مجموعته، فسيكون هناك أحاديث جديدة توجه في المقام الأول إلى رئيس النادي فيصل بن تركي، من أجل تعزيز الفريق بلاعبين على طراز مميز أجانب ومحليين، لأن المرحلة الثانية أقوى وأشرس ولا مجال معها للتعويض. بالمختصر حظوظ فريق الهلال بخطف بطولة الدوري هي الأكبر، وعلى رغم ذلك تظل للاتحاد آمال متى ما خدمته نتائج الفرق الأخرى، ومع هذه المنافسة الشرسة بين الناديين، لا يمكن إغفال مباريات حاسمة لترتيب فرق الصدارة، كحال الاتفاق والنصر والشباب ومدى الطموحات التي لديهم في خطف مقعد متقدم يضمن لهم مشاركة للموسم المقبل، إذ مباريات حاسمة كهذه تحتاج إلى تهيئة حكام مناسبين لضمان وصول هذه المباريات لبر الأمان، أم سيكون للحكام الأجانب حضور كما جرت العادة؟ [email protected]