زار الرئيس الأميركي باراك أوباما مسجد السلطان حسن في حي القلعة (جنوبالقاهرة) ومنطقة الأهرامات الأثرية في محافظة الجيزة. وتفقد بصحبة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل إلقاء خطابه للعالم الإسلامي باحة مسجد السلطان حسن وأركانه المختلفة وأطلع على منشآته المعمارية. واستمع أوباما إلى ملخص لتاريخ المسجد ومحتوياته الفنية والمعمارية بوصفه واحداً من أهم المعالم الإسلامية والمملوكية في مصر والعالم الإسلامي. وأبدى إعجابه الشديد بهذه التحفة المعمارية التي تنطق بعبق التاريخ والعمارة المصرية في العصر المملوكي، حتى أنه تجاوز الفترة المقررة لزيارته وهي ثلاثين دقيقة. وحرص أوباما على أن يخلع نعليه لدى دخوله المسجد، ورفض أن يرتدي خفّاً مخصصاً للوفود السياحية التي تزور المسجد ارتداه رجال الأمن المصاحبين لهما، وأرخت كلينتون على رأسها وشاحاً يتناسب مع قدسية المكان الذي يعد تحفة معمارية إسلامية عريقة شهدت أروقتها تدريس الشريعة الإسلامية وفق المذاهب السنية الأربعة. ومسجد السلطان حسن بني بين العامين 1359 و1363، وهو أحد أفخم المساجد الأثرية في العالم الإسلامي. ويتميز ببوابته المرتفعة في واجهة المسجد المزودة بتشكيلات معمارية تعرف في الفن الإسلامي ب «المقرنصات»، كما يعد جامعاً للمدارس التي كانت تدرس الشريعة، إذ كان يضم مبنى مستقلاً لكل مذهب يطل على ساحة المسجد. وبنى المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون الذي كان والده صاحب أزهى فترات الدولة المملوكية. ويقع المسجد على مساحة 7906 أمتار مربعة على شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع، وله أربع واجهات ويؤدي بابه الرئيس إلى مدخل يقود إلى الصحن المفروش بالرخام الذي تتوسطه فسقية للوضوء تعلوها قبة خشبية. وعقب إلقاء خطابه في قاعة احتفالات جامعة القاهرة، توجه أوباما إلى منطقة أهرامات الجيزة واستمع في جولته إلى شرح من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس عن المعالم السياحية في المنطقة. وبدا الرئيس الأميركي معجباً بآثار الفراعنة. وكان منطلقاً بعد أن استبدل ملابسه الرسمية بأخرى رياضية، ورغم ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة الصحراوية، فضل أوباما التنقل سيراً بين الأهرامات وتمثال أبو الهول وظل يلوح بيديه للزوار. وكانت زيارة أوباما للأهرامات أطول زيارة لمسؤول إلى المنطقة الأثرية، وكانت أيضا الأطول على جدول زيارته لمصر، إذ استغرقت 75 دقيقة. واصطحب حواس أوباما بعد انتهاء زيارته للهرم الأكبر (هرم خوفو) الذي دخل مقبرته، في جولة ليزور أهرامات الملكات والهرم العقائدي الذي اكتشف أخيراً، قبل أن يتوجه إلى مقبرتي «قارو وإيدو» من عصر الأسرة السادسة الفرعونية، ومنها إلى مركب الشمس ليوقع الرئيس الأميركي في كتاب الزيارات. واختتم جولته في الأهرامات بزيارة منطقة الحفائر الأثرية حتى وصل إلى تمثال أبو الهول.