شهدت مدينة السليمانية احتفالية نظمها حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني، في مناسبة ذكرى انتفاضة 1991. وأعرب المحتفلون عن دعمهم حكومة الإقليم وقرارات البرلمان الداعية إلى إجراء إصلاحات سياسية، فيما دعت جماعة تطلق على نفسها «مجموعة 11 آذار» الى تظاهرات احتجاجية في أربيل الجمعة المقبل. وقال مسؤول الإعلام في حزب طالباني آزاد جندياني في تصريح إلى «الحياة» إن «مركز تنظيمات الاتحاد في مدينة السليمانية أقام احتفالية جماهيرية في مناسبة ذكرى تحرير السليمانية خلال انتفاضة عام 1991» مبيناً أن الأجواء التي يعيشها الإقليم «تحتم أن تكون الاحتفالية داعمة للحكومة والاتحاد الوطني الكردستاني وتؤيد قرارات البرلمان المعروفة باسم النقاط ال17 الهادفة إلى إجراء إصلاحات سياسية والقضاء على الفساد الإداري». وعما إذا كانت حركة التغيير المعارضة في الإقليم تشارك في المحادثات الجارية بين الحزبين الرئيسيين قال جندياني «قبل يومين عقدنا اجتماعاً مع الحزبين المعارضين، الجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي من أجل التوصل إلى اتفاق حول النقاط الكفيلة بالخروج من الأزمة»، لافتاً إلى أن حركة التغيير «لم تشارك منذ فترة في المحادثات»، لكنه اكد ان «الباب مفتوح دائماً لكل من يريد الدخول في حوار من اجل مصلحة الإقليم». ويشهد إقليم كردستان توتراً سياسياً ملحوظاً على خلفية مقتل وإصابة متظاهرين رشقوا مبنى الفرع الرابع للحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، قابله إطلاق نار في 17 شباط (فبراير) الماضي، أعقبه اقتحام ثلاثة مقار تابعة لحركة «التغيير» المعارضة. وعلى خلفية هذه الأحداث تشهد السليمانية والمناطق التابعة لها تظاهرات شبه يومية تطالب بالتحقيق وتقديم مطلقي النار على المتظاهرين إلى العدالة، فضلاً عن إجراء إصلاحات سياسية واسعة والقضاء على الفساد الإداري والحد من تدخل الاحزاب في شؤون الحكومة ومؤسسات الاقليم. تأتي هذه التطورات في وقت دعت فيه جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجموعة 11 آذار» في بيان إلى التظاهر في اربيل الجمعة المقبل، مبينة أن الهدف «تقديم رسالة إلى السلطات مفادها أن جماهير المحافظة لا تهابها، وستطالب بحقوقها، وإظهار الحقيقة بأن الحكومة لم تقدم ما يستحق ذكره للمدينة باستثناء ما هو تجميلي للشوارع والأبنية». وقال محافظ اربيل نوزاد هادي في تصريح إلى «الحياة» إن المحافظة «لم تتلق أي طلب لتنظيم التظاهرة»، مبيناً أن «الحصول على ترخيص يحتاج إلى أن تكون الجهة المنظمة مسجلة كمؤسسة أو منظمة رسمية في الإقليم». وعن نوعية الإجراءات التي ستتخذها المحافظة في حال خروج تظاهرة غير مرخصة قال: «هناك إجراءات قانونية كفيلة بمنع خروج أي تظاهرة غير مرخصة».