أعرب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «سوني» العالمية هاورد سترينجر، عن أمله في أن تصبح المملكة العربية السعودية مركزاً لصناعة المحتوى في الشرق الأوسط في المستقبل، مشيراً إلى أن «سوني» تركز في عملياتها في السعودية على صناعة تطوير المحتوى، إلى جانب التركيز على البرمجيات الخاصة بالألعاب التعليمية. وقال سترينجر خلال لقاء صحافي في الرياض، حضره عدد محدود من الصحافيين في منطقة الخليج أخيراً: «قد تصبح المملكة يوماً ما عاصمة صناعة المحتوى في الشرق الأوسط، وتقوم «سوني» دائماً بدراسة أي فرصة لتطوير أعمالها في المملكة، وقد يأتي يوم لإقامة مصنع للشركة في السعودية»، مشيراً إلى وجود خطط لتطوير صناعة المحتوى في الشرق الأوسط في مجال الأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو وصناعة الترفية عموماً. كما عبر عن أمله في أن تحقق السعودية مكانة متقدمة على مستوى منطقة الشرق الأوسط في تبني التطورات التكنولوجية السريعة، إذ تتطلع «سوني» خلال العام الحالي والأعوام المقبلة إلى القيام بالعديد من التطوير وطرح منتجات وتكنولوجيات جديدة، إضافة إلى تقديم خدمات جديدة لعملائها في ظل ما تتمتع به من علاقة استراتيجية مع مجموعة الفيصلية (الوكيل الحصري لسوني) التي من المتوقع أن تشهد مزيداً من النمو والتطور في المرحلة المقبلة. ورداً على سؤال ل «الحياة» حول تأثر مبيعات «سوني» في منطقة الشرق الأوسط بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة، اعترف سترنجر بتراجع المبيعات في المنطقة جراء تلك الأحداث، وقال: «لدى سوني أعمال في كل الدول التي حدثت فيها مظاهرات، مصر، تونس، ليبيا، عُمان والبحرين، وبالتأكيد تأثرت أعمال «سوني» في هذه الدول، ولكن بدأت الأعمال تعود في مصر وتونس». وتابع قائلاً: «لكن مازال الطلب ضعيفاً نظراً لارتباطه بحال الاستقرار العامة، إذ تنظر «سوني» باهتمام شديد لمنطقة الشرق الأوسط التي تعد من أهم المناطق بالنسبة لها». وحول توجه الشركة خلال الفترة المقبلة بالنسبة للمنتجات، أكد أنه يتم التركيز في المرحلة المقبلة على المنتجات التي توفر قيمة إضافية عالية في ظل الطلب الكبير على منتجاتها ذات الجودة العالية، وقد قامت «سوني» بتأسيس مقرات لشركة سوني للأفلام في دبي وأبوظبي وبيروت، وهناك اتجاه لافتتاح مقر في الرياض. وعن دور الشركة في تطوير المحتوى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، قال إن هناك فرصة كبيرة لعمليات تطوير المحتوى في المنطقة العربية، إذ ستقوم «سوني» بجهود كبيرة على هذا الصعيد، وهو ما يعد من استثماراتها في مجال التطوير والبحث العلمي»، مشيراً إلى أن الشركة ستقوم خلال شهر آذار (مارس) الجاري بطرح تليفزيون الإنترنت للمرة الأولى في المنطقة العربية، وهو ما سوف يقوم بإعادة تعريف للتليفزيون من مجرد جهاز مرئي إلى جهاز له إمكانات عالية للتفاعل، والانتقال إلى الجيل التالي من التليفزيون. ولفت إلى أن الوصول إلى المحتوى عبر شبكة الإنترنت والتمتع به على شاشة التليفزيون يمنح المستهلكين علاقة شخصية مباشرة مع المحتوى. وبشأن تأثيرات الأجهزة المنتجة من «سوني» وغيرها من الشركات المماثلة على صحة المستخدمين، أكد سترنجر أن الشركة تقوم بالعديد من البحوث الصحية لضمان سلامة وصحة مستخدمي منتجاتها وبخاصة من الأطفال الذين يقبلون على استخدام أجهزة البلاي ستيشن وغيرها من ألعاب الفيديو، إذ تضع الشركة هذه المسألة ضمن أولوياتها القصوى. وأشار إلى أن «سوني» تقود سوق التليفزيونات ثلاثية الأبعاد في المملكة، ومن المتوقع أن يسجل هذا القطاع نمواً سريعاً خلال العام الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكاميرات الرقمية وكاميرات الفيديو، مشيراً إلى أن الشركة تستحوذ على 35 في المئة من سوق الإلكترونيات في المملكة، وتعتبر الحصة الأكبر في أسواق الشرق الأوسط، ما يشير إلى وجود مزيد من فرص النمو في المملكة. يذكر أن مبيعات سوني العالمية بلغت خلال السنة المالية الماضية المنتهية في 31 مارس 2011 نحو 78.2 بليون دولار، منها 20 بليون دولار مبيعات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وكانت «سوني» والشركة الحديثة للإلكترونيات، الوكيل الحصري لمنتجات «سوني» والتابعة لمجموعة الفيصلية، احتفلتا أخيراً في الرياض بمرور 40 عاماً على الشراكة بينهما.