أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن أولوية بلاده خلال ترؤسها مجلس الأمن الشهر المقبل ستتمحور حول العمل على حلّ سياسي للحرب السورية. ودعا إلى تشكيل مجموعة اتصال حول سورية، تشمل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى «الجهات المعنية» بالنزاع السوري. واعتبر أن آلية المفاوضات التي تخوضها روسياوإيران وتركيا في كازاخستان «لا تكفي»، وحضّ على محاكمة مستخدمي السلاح الكيماوي. وتابع: «الأسد مجرم ويجب أن يواجه العدالة، لكن إطاحته ليست شرطاً مسبقاً للمحادثات السياسية». وتعهد متابعة جهود لمصالحة في ليبيا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الدولي، بما يتيح تنظيم انتخابات عام 2018. وحضّ ماكرون على التصدي للبرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، لكنه دافع عن الاتفاق النووي، منبهاً إلى أن «التراجع عنه خطأ». وزاد: «أبلغت الولاياتالمتحدةوإيران بأن الامتناع عن احترام الاتفاق قد يؤدي إلى حريق في المنطقة. التزامنا في شأن عدم الانتشار النووي أتاح التوصل إلى اتفاق صلب ومتين يتيح التحقق من أن إيران لن تتملك سلاحاً نووياً. إن رفضه الآن من دون اقتراح أي بديل سيكون خطأً جسيماً، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية، لأنه اتفاق مفيد». ورأى أن الهجرة والإرهاب يشكّلان أهم التحديات التي تواجه العالم، لافتاً إلى أن رداً عسكرياً على الإرهاب ليس كافياً، ودعا إلى زيادة المساعدات للتنمية. ودان الرئيس الفرنسي «تطهيراً عرقياً» تتعرّض له أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، داعياً إلى «وقف العمليات العسكرية وضمان الوصول الإنساني وإعادة إرساء القانون». وأعلن أن باريس «تحترم بالكامل قرار الولاياتالمتحدة» الانسحاب من اتفاق المناخ، مؤكداً أن «الباب سيكون مفتوحاً دائماً أمامها» للعودة إليه. واستدرك أن الدول الأخرى ستتابع «تطبيقه»، وزاد: «هذا الاتفاق لن يتم التفاوض عليه مجدداً، لن نتراجع عنه». وكانت مصادر أميركية ذكرت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ركّز خلال لقائه ماكرون الإثنين، على التهديدات الناتجة من التجارب الباليستية لإيران وزعزعتها استقرار الشرق الأوسط. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية «إن ماكرون أكد أهمية التحدث مع طهران، لتحديد شروط نفوذ لها تكون مقبولة وغير مقلقة لواشنطن وحلفائها». وأضاف أن ماكرون ناقش مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتفاق النووي والحرب السورية ونفوذ طهران في لبنان والعراق والمنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي خرج بانطباع أن حواراً صريحاً مع الإيرانيين ممكن. وتابع أن ماكرون أراد تأكيد تأييده المعارضة السورية، عبر لقائه رياض حجاب.