في الوقت الذي كان فيه فريق النهضة الدمّامي يتلاعب بكبار الفرق في الدوري المشترك ومن ثم الدوري الممتاز «وهو من مؤسّسي الدوري الممتاز في أوّل تصنيف»، كانت كرة القدم السعودية تشهد بداية نهضتها الحقيقية، وبدأت آنذاك بوضع أقدامها على عتبات ازدهار هذه الرياضة على الصعيد الخليجي على الأقل عندما شكّل لاعبو الفريق النهضاوي حوالى ثلث لاعبي المنتخب الوطني آنذاك. وبعد دخول عصر الاحتراف، كان الفريق النهضاوي من أوائل ضحايا هذا النظام الذي حوّل معادلة القوى بين الأندية، من قوى الاستفادة من كوادر المدينة والمنطقة والولاء للفريق الذي ترعرع به اللاعب، إلى ولاء «للريال»، وما أدراك ما الريال. وبالتالي، سقط الفريق النهضاوي العريق (مثل أغلب الأندية التي لم تستطع مجاراة المنافسة بناءً على معادلة القوى الجديدة) إلى مصاف الدرجة الأولى، ومن ثم إلى متاهات الدرجة الثانية، وعاش الأمرّين بتتابع إدارات اجتهدت، ولم تصب، وظلّ الفريق النهضاوي صريع الفراش. الآن، وبعد مضي موسم واحد أو أقل من تولّي الرياضي المخضرم الشيخ فيصل الشهيل لرئاسة نادي النهضة، عاد الفريق النهضاوي إلى دوري الدرجة الأولى، وكأنّي بأبى منصور قد عقد العزم مع إدارته الحالية وإدارة الفريق الشابّة وجهازه الفنّي بل ولاعبيه الأفذاذ بالعودة إلى مصاف الدرجة الممتازة في الموسم بعد المقبل بإذن الله. الفيصلي كبير يأبى أغلب النقّاد ومسؤولو الأندية أن يعترفوا بأن فريق نادي الفيصلي لكرة القدم هو فريق نموذجي بل وهو قمّة في الترتيب في كل شيء! ولذلك، تجدهم عندما يقارعون فريق الفيصلي داخل البساط الأخضر، يضعون في الحسبان أنّه فريق جديد على الدوري الممتاز، وبالتالي هو فريق سهل المراس، ويتفاجؤون بلسعة مؤلمة تفيقهم من غفوتهم لتقول لهم: أنتم تقارعون فريقاً كبيراً! لو راقب أي منّا فريق الفيصلي، ومسيرته في الدوري، بل ومستوى اختيار لاعبيه الأجانب أو حتّى السعوديين الوافدين من أندية أخرى «بغض النظر عن طبيعة تعاقداتهم» لتأكّد من أنّ خلف هذا الفريق إدارة تعمل بهدوء على منهجية رائعة، جعلت فريق الفيصلي يقارع ويحرج فرقاً لها تاريخها وباعها في دوري زين الممتاز، ولقّن بعضها دروساً في احترام الخصوم، مستوى ونتيجة. تفتيش المخابي إدارة ملعب الدمام تطوّرت بشكل إيجابي مع التطوّر التدريجي الذي بدأ يلمسه الرياضيون في المملكة فيما يخص التنظيم بشكل عام، ولو أنّه كان تطوّراً بطيئاً بعض الشيء، ولكنّه في النهاية أفضل من عدمه. يشوب هذا التطوّر بعض الأمور التي يستطيع المرء أن يتحاشاها، وينظر إليها من منظور الصبر والأناة، وإعطاء الناس حق «أخذ وقتهم» ليصلوا لمستوى الطموح، ولكن هناك أمور قد لا يستطيع المرء أن يسكت عنها ويتحتّم عليه إثارتها ليتم التعامل معها بحزم وسرعة مطلوبين. أحد هذه الأمور، هي عمليّة تفتيش الداخلين لمنصّة المقصورة الرئيسية للملعب! «والتي قد تكون أصلاً خارج نطاق إدارة الملعب» إذ يتم دخولهم عبر بوّابة تفتيش إلكترونية، مثل التي تستخدم في المطارات وبعض السفارات، وإن انطلق صوت الصفير، يا ويلك يا ظلام ليلك! فيجب عليك أن ترفع يديك مستسلماً، لكي يقوم رجل الأمن بتفتيش «مخابيك»، ليتأكّد من خلوّها من أي أسلحة تقليدية أو نووية! الكل يقبل ذلك بامتعاض واستغراب، ولكن عندما يحدث ذلك لكبار مسؤولي الأندية وبالخصوص «لرؤسائها»!.. فأجد في ذلك ضرباً من ضروب «الإهانة»، بخاصّة وأنّ مبرر التفتيش لدخول المنصّة الرئيسية لمباراة دوري عاديّة، وبعدم وجود شخصية «غير عادية»، هو أمر مبالغ فيه جدّاً. www.almisehal.net