سجل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أمس موقفاً لافتاً باجتماعه مع شخصيات معارضة، بينها مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع، في أول لقاء من نوعه يضم الأخير مع مسؤولين في الدولة منذ اندلاع «ثورة 25 يناير»، فيما استقر رئيس الوزراء المكلف الدكتور عصام شرف على تشكيلته الحكومية الجديدة التي تأكد أنها ستضم وزراء من حكومة أحمد شفيق المستقيلة. وعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لقاء مع شخصيات معارضة عرف منها رئيس حزب «الوفد» الدكتور السيد البدوي ونائب رئيس حزب «التجمع» الدكتورة أمينة النقاش ومرشد «الإخوان» الذي قال نائبه الدكتور رشاد بيومي ل «الحياة» إن «اللقاء كان تعارفياً واتفق خلاله على المضي قدماً في التعاون بما يحقق مصلحة البلد». ولم يشأ أن يكشف تفاصيل الاجتماع، مشيراً إلى أن بياناً سيصدر لاحقاً حول هذا الأمر. وكثف شرف لقاءاته واتصالاته أمس مع المرشحين لتولي حقائب وزارية. والتقى القاضي الدولي السفير نبيل العربي المرشح لوزارة الخارجية، وهو مندوب سابق لمصر في الأممالمتحدة وقاض سابق في محكمة العدل الدولية. وأعلن تولي اللواء منصور العيسوي وزارة الداخلية، وهو كان عمل مساعداً سابقاً لوزير الداخلية لأمن القاهرةوالجيزة ومحافظاً للمنيا. وقال العيسوي إنه سيبذل قصارى جهده خلال الفترة المقبلة «من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى الشارع». وأوردت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على موقع «فايسبوك» أسماء المرشحين لتولي الحقائب الوزارية، وهم منير فخري عبدالنور لوزارة السياحة، ماجد عثمان لوزارة الاتصالات، عبدالله الحسيني لوزارة الأوقاف، حسين العطفي لوزارة الري، أحمد حسن البرعي لوزارة القوى العاملة، نبيل العربي لوزارة الخارجية، عماد ابو غازي لوزارة الثقافة والآثار، محمد عبدالعزيز الجندي لوزارة العدل، أشرف حاتم لوزارة الصحة والسكان، ماجد جورج لوزارة الدولة لشؤون البيئة، منصور العيسوي لوزارة الداخلية، محسن النعماني لوزارة الدولة للتنمية المحلية، عمرو عزت سلامة لوزارة البحث العلمي، جودة عبدالخالق لوزارة التضامن والتجارة الداخلية، محسن الصياد لوزارة الصناعة والتجارة الخارجية، أحمد جمال الدين لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، سيد مشعل لوزارة الدولة للانتاج الحربي، محمد فتحي البرادعي لوزارة الإسكان، سمير رضوان لوزارة المال، حسن يونس لوزارة الكهرباء والطاقة، إبراهيم مناع لوزارة الطيران المدني، عاطف عبدالحميد لوزارة النقل، فايزة أبو النجا لوزارة التخطيط والتعاون الدولي. وبذلك يكون أبرز الخارجين من الحكومة الجديدة وزراء الخارجية أحمد أبو الغيط والعدل ممدوح مرعي والداخلية محمود وجدي. وذكرت مصادر مطلعة أن عدداً من الوزراء في الحكومة السابقة أعلنوا قبولهم حقائب وزارية في حكومة شرف، وهم أبو النجا ويونس ومناع وعبدالحميد ومشعل والبرادعي والصياد وجورج. وحضر نائب رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال الدكتور يحيى الجمل غالبية لقاءات شرف مع المرشحين. والتقى شرف وزير الداخلية الجديد في وقت تجمهر آلاف الغاضبين أمام مقرات مباحث أمن الدولة في مختلف المحافظات من أجل السيطرة عليها والحيلولة من دون إتلاف وثائقها. ونُشرت عشرات الوثائق على شبكة الانترنت بعدما سيطر المتظاهرون على مقري مباحث أمن الدولة في حي مدينة نصر في القاهرة وفي محافظة الإسكندرية. وكان آلاف المتظاهرين اقتحموا مساء أول من أمس مقر جهاز مباحث أمن الدولة في مدينة نصر لمنع إتلاف المستندات، وهو ما تكرر أمس في مقرات عدة بعد دعوات انتشرت على موقع «فايسبوك» للسيطرة على كل مقرات أمن الدولة في مختلف المحافظات لوقف عمليات فرم المستندات وحرقها. وسيطر الجيش على مبنى أمن الدولة في مدينة نصر بعدما أخلاه من المتظاهرين. وقال مصدر أمني إن «وزارة الداخلية تقوم حالياً بدراسة إعادة هيكلة جهاز مباحث أمن الدولة وتحديد اختصاصاته وأهدافه وآليات العمل داخله». واقتحم متظاهرون مقرات مباحث أمن الدولة في الجيزة ومرسى مطروح (غرب البلاد) وفي مدينة كوم أمبو في محافظة أسوان (جنوب) وفي مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية (في دلتا النيل) وفي مدينة رأس سدر في محافظة جنوبسيناء وقنا في الصعيد ومرسى علم وشلاتين والقليوبية والسويس والمنوفية، فيما حالت القوات المسلحة دون اقتحام مقرات مباحث أمن الدولة في مدن الخارجة في الوادي الجديد وبني سويف وسوهاج. وتسلمت الشرطة العسكرية غالبية مقار مباحث أمن الدولة التي أخليت من ضباطها. وناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المواطنين تسليم المستندات التي تخص مباحث أمن الدولة فوراً «لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها»، مطالباً ب «عدم تداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة، من منطلق المسؤولية الوطنية من جهة وتجنباً للمساءلة القانونية من جهة أخرى ارتباطاً باحتواء هذه الوثائق على أسماء وقضايا يشكل الكشف عنها بصورة علنية خطورة على أمن الوطن وسلامة الأفراد». وقرر عدد من النيابات الإقليمية التحفظ على جميع الأوراق والمستندات في المقرات الرئيسة لمباحث أمن الدولة. من جهة أخرى، تم إخلاء مبنى وزارة التضامن الاجتماعي في شارع قصر العيني في وسط القاهرة أمس عقب معلومات تفيد بوجود متفجرات داخل المبنى اتضح في ما بعد أنها كاذبة. في غضون ذلك، استقبل رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي أمس وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه. وتناول اللقاء «سبل التعاون بين البلدين والأوضاع السياسية والاقتصادية وإمكان المساهمة الفرنسية لعبور الأزمة في مصر». والتقى جوبيه مجموعة من ممثلس حركات شبابية شاركت في الثورة وزار ميدان التحرير. ووصف هذا الاجتماع بأنه «كان مهماً للغاية»، مشيراً إلى أن «الحكومة الجديدة في حاجة إلى بعض الوقت حتى يمكنها تلبية المطالب».