أعلن المدير العام في شركة «توتال» النفطية الفرنسية لقسم الغاز والطاقة البديلة فيليب بواسو في حديث الى «الحياة» عن سوق الغاز العالمية، أن هناك فائضاً في إمدادات الغاز العالمية سيزول في غضون ثلاث الى أربع سنوات. وقال: «هناك الآن فائض يقدّر ب150 بليون متر مكعب، تمثل 5 في المئة من الغاز المستهلك في العالم. والسوق العالمية تنمو نحو 2 في المئة سنوياً، وفي غضون سنتين ونصف السنة يزول الفائض والحسابات الدقيقة تظهر زيادة في الاستهلاك العالمي من الصين والهند، ولهذا السبب تستثمر دول آسيا في شراء الغاز عبر عقود طويلة الأمد بأسعار أعلى من الغاز في الأسواق الفورية، لأنها مدركة أن الرهان على استهلاك الغاز صائب وأن من مصلحتها ان تحصل على الكميات منذ الآن. وأشار الى ان دولة مثل قطر تملك غازاً في الأسواق الفورية في بريطانيا حيث لها مرفأ للتصدير في مقاطعة «ويلز ساوس هوك»، وتعتبر أن أسعار الأسواق الفورية ستبقى معقولة، فضلت تنويع تسويقها في بريطانيا. وأوضح أن الفائض الغازي سيبقى في الولاياتالمتحدة 10 سنوات على الأقل بسبب الغاز الصخري الذي اكتشف فيها والذي لن تصدره لأسباب عدة، ومنها أن غازها المنخفض السعر يعطيها ميزة لصناعتها، وتصديره قد يساهم في رفع سعر الغاز، ما يجعل المستهلك الأميركي يتحمل ارتفاع السعر. ويعني ذلك أن مشاريع تصدير الغاز في الولاياتالمتحدة قليلة ومحدودة، وأسعاره فيها طالما هناك غاز صخري ستبقى متدنية. أما في بقية العالم، فسيحصل نقص في إمدادات الغاز، والطريقة الوحيدة في تعويضه هي عبر الغاز المسيّل الطبيعي، فعندما يزول الفائض عام 2014 سيحتاج العالم الى زيادة تقدّر ب2 في المئة، أي 60 بليون متر مكعب، ما يساوي 50 مليون طن ويمثل تقريباً نصف إنتاج قطر من الغاز المسيّل الطبيعي. فإنتاج قطر يبلغ 100 بليون متر مكعب أي ما يعادل 3 في المئة من الاستهلاك العالمي، وما يساوي سنة ونصف السنة من النمو في العالم. ما يعني ان في غضون سنة او سنتين سيُستهلك عرض قطر من الغاز وسنحتاج الى مشروع آخر، «وستكون هناك مشاريع جديدة للغاز الطبيعي المسيّل عام 2016 – 2017». ورداً على سؤال حول احتمال التعويض من حقل إيران البحري الضخم الذي هو امتداد لحقل الشمال في قطر، قال بواسو: «أولاً يجب ان تعود إيران الى الأسرة الدولية، ولو افترضنا حصول ذلك الآن، فينبغي أن تجد الشركة الإيرانية للنفط (نيوك) اشخاصاً يُسمح لهم بالتفاوض، ثم ان يتم التفاوض، وتنفذ الدراسات. فالمشاريع تحتاج الى 12 الى 13 سنة. ولو افترضنا ان إيران عادت الآن الى الأسرة الدولية فلا يمكن استخدام الغاز المسيّل الطبيعي وتصديره قبل عام 2020 أو 2025». وتابع: «بالتأكيد، أسعار الغاز سترتفع في 2015 و2016، وسعر الغاز اليوم في الأسواق الفورية الأميركية يبلغ 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، أي ما يساوي 25 دولاراً لبرميل النفط، وسعر الغاز في أوروبا في الأسواق الفورية اليوم هو 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية». أما أسعار الغاز في العقود الطويلة الأمد، (15 الى 20 سنة) فهي في أوروبا 14 دولاراً وفي آسيا 15 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية، ما يعني ان ذلك يساوي حوالى 95 دولاراً لبرميل النفط». وأوضح بواسو ان هنالك مشاريع كثيرة ل «توتال» في مجال الغاز الطبيعي المسيّل في أستراليا، إضافة الى غاز «شتوكمان» في روسيا. وقد تم توقيع مشروع حقل كبير في روسيا. كما هناك مشروع في أنغولا للغاز عام 2012 وفي نيجيريا والنروج». وعن احتمال وجود غاز في لبنان قال: «ما أبلغنا به علماؤنا في الجيولوجيا، ان هناك احتمالاً لاكتشاف غاز في لبنان، بعد الاكتشافات التي تمّت في إسرائيل. وبما انها حقول متشابهة فليس هناك سبب ألاّ يكون هناك غاز في لبنان. لكن لا نعرف بعد ما هي الكميات الموجودة في الحقول الإسرائيلية». وعما اذا كان اليمن يعاني انخفاضاً في عائداته، أجاب: «ان لليمن عقوداً لبيع غازه المسيّل تقدّر ب7 ملايين طن سنوياً، وهي عقود طويلة الأجل، وتمتد على 20 سنة، وعددها ثلاثة، منها اثنان لكوريا، وكان تم التفاوض على العقد في وقت كان السعر منخفضاً، إلا انه يجرى تعديله كل خمس سنوات. والسعر سيرتفع في 2014 في شكل كبير. لكن الآن هناك ثلاث سنوات صعبة للغاز اليمني لأن أسعار السوق الكورية منخفضة وهي 2 الى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، أي ما يعادل 20 دولاراً للبرميل المكافئ. أما عام 2014، فسترتفع هذه الأسعار الى 100 دولار لأن كل العقود مدتها 25 سنة وكل خمس سنوات يتم التفاوض عليها وفقاً لأسعار السوق. والآن هي بمستوى سعر السوق منذ خمس سنوات، وبعد مدة مماثلة سيرتفع سعرها تماشياً مع السوق. ولفت بواسو الى ان «مدغاز»، الخط الغازي الذي يزوّد إسبانيا من الغاز الجزائري، انطلق. وكانت الشركات الإسبانية وقّعت عقوداً لكميات تفوق حاجتها. ما يعني ان الزبائن الإسبان للغاز الذي تم شراؤه، يحاولون إعادة بيعه لأماكن أخرى ولا يتمكنون من ذلك في حين انهم تعهدوا بشراء كميات من المنتجين بأسعار ترتكز على سعر «برنت» التي هي أعلى من أسعار السوق الفورية. والآن «انطلق مشروع خط «مدغاز» وسيتعزز لمدة ثلاث سنوات وضع الفائض في إسبانيا، وهو وضع صعب على المدى القصير، فالزبائن الإسبان يحاولون إعادة التفاوض مع المزوّدين وإيجاد اتفاق لتعويض الخسائر. و «توتال» مزوّد للغاز والاتفاق مع «مدغاز» جيد لها ول «توتال» ويساعد على عبور سنوات صعبة لإسبانيا ويحد قليلاً من الخسائر وذلك خلال ثلاث سنوات». وأكد بواسو ان «توتال» ترغب على المدى القصير في التركيز على الطاقة الشمسية والتقنيات البيئية في تطوير الطاقة البديلة، على ان تصبح في غضون خمس سنوات من بين أكبر منتجي الطاقة الشمسية. وقد استثمرت في شركات في الولاياتالمتحدة تطوّر تقنيات متقدمة جداً قد تغير الأمور في إنتاج الطاقة الشمسية، وتعمل على خفض كلفة الاستثمارات في تطوير هذا البديل الذي قد يصبح بسرعة بديلاً لإنتاج الكهرباء في كاليفورنيا وفي جنوب أوروبا (إيطاليا وإسبانيا) حيث كلفة الكهرباء مرتفعة جداً. أما بالنسبة للطاقة البيئية، فأشار الى ان «توتال» تدخل في استثمارات مع شركات أميركية تنتج وقوداً من قصب السكر البرازيلي.