دعا الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي اليوم (الإثنين) مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى افتتاح مكتب لها في البلاد والمشاركة في جميع العمليات الأمنية ضد تجارة المخدرات، وسط انتقادات محلية ودولية متصاعدة لحربه الدامية على المخدرات. وقال دوتيرتي للصحافيين أثناء مشاركته في عزاء أحد رجال الشرطة، مشيراً إلى مكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، «سأدعو شخصياً عبر قناة رسمية مفوضية حقوق الإنسان إلى افتتاح مكتب لها هنا». وأضاف «سأطلب من رؤساء مراكز الشرطة ألا يعملوا من دون وجود ممثل عن مفوضية حقوق الإنسان معهم وتزويد الجميع بكاميرات من أجل الشفافية». ويشكل ذلك تحولاً في موقف دوتيرتي الذي عادة ما يزدري الأممالمتحدة. وكان هدد بالانسحاب من المنظمة الدولية بعدما أعرب خبراء ومراقبون في مجال حقوق الإنسان هناك عن قلقهم إزاء معدل القتلى المرتفع في حرب دوتيرتي على المخدرات. وقُتل آلاف الفيليبينيين، معظمهم من سكان المدن الفقيرة، منذ تولي دوتيرتي السلطة في حزيران (يونيو) 2016. في سياق منفصل، أعلنت السلطات إطلاق سراح كاهن كاثوليكي خطفه أنصار تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذين سيطروا على أجزاء من مدينة مراوي في جنوب الفيليبين قبل أربعة أشهر. وظهر الكاهن تيريستيو سوغانوب في مؤتمر صحافي في مقر عسكري في العاصمة مانيلا. وقال وزير الدفاع دلفين لورنزانا انه تم إنقاذ الكاهن في ساعة متأخرة السبت خلال هجوم للجيش على مركز قيادة للمتطرفين داخل مسجد في مدينة مراوي. وقال سوغانوب المعروف محليا ب «الأب شيتو»: «أشكركم وأصلي لأجلكم، بارككم الله. صلوا لأجلي، لشفائي»، وبدا بحال جيدة. واجتاح مئات المسلحين مراوي، المدينة ذات الغالبية المسلمة في الفيليبين الكاثوليكية في معظمها، في 23 أيار (مايو) الماضي، واحتلوا أحياء رئيسة فيها. ووصفت السلطات ذلك بأنه محاولة لإقامة قاعدة في جنوب شرقي آسيا لتنظيم «داعش» في الفيليبين. وقتل أكثر من 800 شخصاً في مراوي ودمرت أجزاء واسعة منها في المعارك التالية، عندما قام الجيش الفيليبيني بحملة مدعومة من الولاياتالمتحدة شملت عمليات قصف عنيفة. وخطف مسلحون الكاهن سوغانوب مع 13 أبناء رعيته من كاتدرائية في مراوي في اليوم الأول للمعارك. ونشر المتطرفون لاحقاً تسجيلاً مصوراً يظهر المسلحين يعيثون خراباً في الكاتدرائية. وأظهر تسجيل نشره الخاطفون في أواخر أيار، الكاهن سوغانوب واقفاً وسط دمار المباني في مراوي طالباً من الرئيس رودريغو دوترتي سحب قواته ووقف الهجوم العسكري. وأعلن الجيش الفيليبيني أمس السيطرة على مركز قيادة تابع للمقاتلين الموالين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، مؤكداً أن مقاومتهم بدأت تضعف. وأكد الجيش السيطرة على مركز قيادة تابع للمسلحين أثناء عملية انطلقت السبت في مسجد ومبنى آخر.