توقع عاملون في العمرة في السعودية تسجيل خسائر تصل إلى 30 في المئة، بسبب انخفاض عدد المعتمرين الآتين من الدول العربية التي تشهد اضطرابات سياسية. وقالوا ل «الحياة» إن حركة العمرة من الدول التي تشهد اضطرابات سياسية توقفت تماماً، كما حدث مع معتمري تونس وليبيا لموسم العمرة الأول هذه السنة الذي صودف ذكرى المولد النبوي. وتوقع المستثمر في مجال الفنادق المخصصة لاستقبال حملات العمرة في مكةالمكرمة فهد الوذنياني انخفاضاً بنسبة 40 في المئة للمعتمرين من مصر، المقدر عددهم ب 770 ألف معتمر سنوياً. وأكد ان «حملات العمرة من تونس، التي يقدر عدد معتمريها ب 30 ألف شخص، توقفت نهائياً منذ بدء الأحداث السياسية في البلاد، وتقتصر توقعاتنا على مجيء خمسة آلاف منهم فقط خلال مواسم العمرة الثلاثة». ولفت إلى أن حملات العمرة القادمة من ليبيا توقفت بالكامل، إذ أُلغيت كل حجوز المعتمرين الليبيين، المقدر عددهم ب 80 ألف معتمر سنوياً، موضحاً أن مستقبل تلك الحملات مجهول تماماً، خصوصاً مع انقطاع الاتصالات بليبيا منذ بدء الاضطرابات السياسية فيها. وأكد أن الصورة غير واضحة بالنسبة إلى المستثمرين المحليين العاملين في مجال العمرة، خصوصاً في ما يخص معتمري الدول العربية التي تشهد صراعات سياسية. وقال: «سجلت غالبية الشركات العاملة في العمرة خسائر في موسم العمرة الأول، الذي صادف ذكرى المولد النبوي». واستدرك الوذنياني بالقول: «ارتفع عدد المعتمرين من دول إسلامية أخرى تشهد استقراراً سياسياً، مثل تركيا، التي ارتفع عدد معتمريها في هذا الموسم 10 في المئة، ما أدى إلى تخفيف الخسائر المتوقعة»، مشيراً إلى مخاوف من استمرار الاضطرابات حتى الصيف، الذي يشكل الموسم الثاني للعمرة في السعودية. ورجح أن يسجل قطاع العمرة في السعودية هذه السنة خسائر تراوح ما بين 25 و30 في المئة، وقال: «لا أحد يعلم ما هي الفترة الزمنية التي ستستمر فيها الاضطرابات السياسية في دول الشرق الأوسط، لكنها في الغالب ستأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً أنها تتعلق بتغيرات كبيرة على المستوى المحلي لتلك الدول وإجراء انتخابات، ما سيؤثر في شكل مباشر وكبير في رحلات العمرة». وأكد رئيس «لجنة الحج والعمرة» في «الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة» سعد القرشي فتح باب استقبال المعتمرين من مصر السبت المقبل، موضحاً ل»الحياة» أن «العمل سيبدأ في استقبال طلبات المعتمرين من مصر خلال يومين، في حين أن مصير المعتمرين في بعض الدول العربية الأخرى التي تشهد اضطرابات سياسية غير معروف». وأشار إلى صعوبة توقع خسائر لموسم العمرة لهذا العام. وأوضح أن «الموسم لا يزال في بداياته، ويصعب توقع ما سيحدث في المستقبل، فالأمور تتوقف على تطور الأوضاع الداخلية في الدول العربية». ولفت إلى أن هناك «توقفاً في قدوم المعتمرين من تونس، خصوصاً أن التعاقد لحملات العمرة كان يجري عبر الحكومة التونسية، ونجهل كيف سيكون الوضع في المستقبل مع الحكومة الجديدة». ولفت إلى أن حركة العمرة في السعودية جيّدة، خصوصاً مع توافد معتمرين من دول إسلامية وعربية لا تعاني توتراً في أوضاعها السياسية.