أعلن المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي عن البدء في إنشاء مشروع عملاق وجديد لدار الملاحظة في محافظة جدة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه سيسلم إلى المقاول المتعهد بإنشائه خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال آل طاوي ل«الحياة»: «يجري حالياً ترميم المبنى الحالي من خلال إعادة تجهيز الصالات الرياضية بأحدث المواصفات، إضافة إلى إيجاد الألعاب الرياضية والترفيهية كافة للأحداث في الدار»، لافتاً إلى وجود مدرسة تقوية تعليمية، إضافة إلى المدارس الموجودة للموقوفين في الدار. وفي سياق متصل، أنجزت المحكمة الجزائية في المحافظة الساحلية عدداً من قضايا الأحداث الموقوفين في دار الملاحظة الاجتماعية انتهت بإدانة البعض، كما برأت آخرين من بعض الجرائم التي اتهموا بارتكابها. وأوضح مصدر قضائي مختص بالنظر في قضايا أحداث محافظة جدة أنه تم الانتهاء من الحكم في 120 قضية على عدد من الأحداث خصوصاً الموقفين منهم، مبيناً أن القاضي الذي نظر عدداً من القضايا في الدار يبت في حوالى 12 قضية يومياً. وأكد المصدر أن التعامل مع الأحداث يختلف عن بقية فئات المجتمع، خصوصاً أن البعض منهم لا يتجاوز عمره تسع سنوات، كاشفاً مواجهة القاضي الذي يباشر النظر في قضايا الأحداث أشخاصاً يختلف التعامل معهم عن الآخرين من ناحية التخاطب بسبب صغر أعمارهم مقارنة بالموقفين الآخرين. وأبان أن غالبية قضايا الأحداث في محافظات الليث، ورابغ، والقنفذة وغيرها من المحافظات تنتهي ب«الصلح» قبل أن تحال إلى دار الملاحظة في محافظة جدة، مشيراً إلى أن القضايا تختلف من قضية إلى أخرى لكن غالبيتها قضايا عادية مثل السرقة والمشاجرات وغيرها من القضايا الأخرى المتوقعة من صغار السن. وفيما يختلف البرنامج «الصباحي» للأحداث عن الأيام الأخرى، إذ تشهد الدار محاكمات سريعة من القاضي الذي خصصته المحكمة الجزئية في حضور الأحداث في أحد المكاتب الذي خصص مكاناً للتقاضي فيه وسماع أقوال وإفادات الصغار المتهمين في قضايا مختلفة، تختلف بدورها أحكام الموقوفين في دار الملاحظة عن الأحكام الأخرى في أروقة المحاكم، إذ تشهد مداولات سريعة لا تحمل ردوداً شافية وكافية للقاضي بسبب صعوبة التعامل مع صغار السن من جهة التقاضي. ويقضي عدد من النزلاء الأحداث في دار الملاحظة الاجتماعية في محافظة جدة التي تتسع لأكثر من 350 حدثاً أوقاتهم في عدد من الأنشطة التي وفرت لهم بدءاً من حلقات تحفيظ القرآن الكريم والألعاب الرياضية من خلال إيجاد صالات رياضية لممارسة رياضتهم المحببة بحضور عدد من المشرفين على الدار. وسبق أن أعلنت جمعية حقوق الإنسان في السعودية عن رفعها تقريراً عاجلاً إلى وزير الشؤون الاجتماعية بالملاحظات التي سجلتها في دار الأحداث في جدة أثناء زيارتها للدار، المتمثلة في قدم المبنى، وعدم وجود عيادة طبية متكاملة، وافتقار العيادة الموجودة للاشتراطات الطبية مع عدم وجود طبيب مقيم، ورصد شكاوى عن حالات كبيرة في تعامل المحققين وتسجيلهم معلومات مغلوطة للحصول على اعترافات من الأحداث على حسب ادعائهم، إضافة إلى رصد مخالفات في مجال الإسكان، والفرش، وعمليات النظافة، وأجهزة التكييف التي اشتكى منها النزلاء وعمليات الحلاقة التي تتسبب في انتقال الأمراض المعدية. يذكر أن دار الملاحظة الاجتماعية في محافظة جدة تضم محافظات منطقة مكةالمكرمة كافة عدا الطائف، وتستقبل العشرات من الأحداث المخالفين والمتهمين في قضايا مختلفة يومياً تستوجب إيقافهم.