واشنطن - أ ف ب - بدءاً من الأصفاد التي قيدت العبيد الأفريقيين لدى وصولهم إلى أميركا وصولاً إلى صورة باسمة للرئيس باراك اوباما، يشكل معرض «ذي اميركان أي ام» الذي يقام في واشنطن حالياً سجلاً تاريخياً مؤثراً لكفاح الأميركيين من أصول أفريقية وانتصاراتهم. ويجمع المعرض أكثر من 200 قطعة من مجموعات شخصية أو من المتاحف، فضلاً عن أفلام ومقتطفات فيديو، ويظهر كيف طبعت 500 سنة من المعاناة والايمان والإبداع تاريخ الاميركيين من أصول افريقية وكيف ترك الأميركيون السود بصمتهم الدامغة على الحياة الاميركية. في 12 صالة عرض على امتداد 1,200 متر مربع في المتحف الجغرافي الوطني، يذكر المعرض ايضاً بوحشية البيض التي عانى منها السود طوال قرون. لافتات «للبيض فقط» العنصرية التي كانت منتشرة خلال اربعينات وخمسينات القرن الماضي معروفة جيداً لدى الاميركيين، لكنْ، من الاشياء التي نادراً ما يتم الكلام عنها سوط ذو مقبض فضي يتلاءم مع فرشاة شعر ومشط كانت زوجة مالك احدى المزارع تحتفظ به الى جانب سريرها. تقول مديرة المتحف الجغرافي الوطني للصحافيين سوزان نورتن: «لم أسمع أو أر شيئاً كهذا من قبل، هل كانت تقول ما هي الأشياء التي أستعملها كل صباح؟ أحتاج إلى سوط أم أن صائغ الفضة قرر انها في حاجة الى سوط يتلاءم مع فرشاتها ومشطها؟». وفي صالة عرض أخرى، تعرض وثائق إحصاءات سكان نيويورك التي تعود الى القرن التاسع عشر والتي تعتبر الرجل الأسود ثلاثة أخماس رجل، ولا تحصي النساء السوداوات على الإطلاق. بعد ذلك، تتوقف نورتن الى جانب الرداء الابيض المقلنس المميز الذي كان يرتديه اعضاء مجموعة كو كلوكس كلان العنصرية البيضاء والمعادية للسامية التي تأسست في ستينات القرن التاسع عشر والتي لا تزال قائمة في الولاياتالمتحدة حتى اليوم. والمعرض هو من بنات أفكار مقدم البرامج الحوارية والكاتب تافيس سمايلي وقد انطلق في جولة تدوم أربعة أعوام من كاليفورنيا في العام 2009. وبعد واشنطن، من المقرر أن ينتقل الى سانت لويس في ولاية ميسوري. في احدى قاعات المعرض الاخيرة، يتأمل كريستشن البالغ من العمر 18 سنة قميص لاعب كرة القدم مايكل جوردن قبل أن ينتقل إلى الرداء الابيض الموقع الذي ارتداه محمد علي قبل مباراة الملاكمة التاريخية في كينشاسا. لا يحتوي المعرض على اي تذكارات من أوباما، أول رئيس اميركي من اصول افريقية في البيت الابيض، لكنه يتضمن صوراً له ومقتطفاً من الفيديو الذي يؤدي فيه اليمين الدستورية عند توليه منصب الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 2009.