توقعت مصادر قريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن يطرح الأخير في الأسابيع المقبلة خطة سياسية جديدة تتعلق بتسوية الصراع مع الفلسطينيين تكون استكمالاً لخطابه صيف العام قبل الماضي في جامعة "بار ايلان" الذي أعلن فيه قبوله مبدأ الدولتين للشعبين. ولم تستبعد أن يعلن نتانياهو خطته في خطاب يلقيه أمام أعضاء مجلسي الكونغرس والشيوخ الأميركيين في ايار (مايو) المقبل على هامش مشاركته في مؤتمر "ايباك السنوي". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن نتانياهو قوله في اجتماعات مغلقة إن "دولة ثنائية القومية ستكون بمثابة كارثة لإسرائيل"، وهو الموقف ذاته الذي يتبناه حزب "كديما" المعارض وسائر أحزاب اليسار التي ترى أنه من مصلحة إسرائيل الموافقة على إقامة دولة فلسطينية كضمانة وحيدة لضمان غالبية يهودية مطلقة في إسرائيل. وعزا مراقبون توجّه نتانياهو الجديد إلى العزلة الدولية المتزايدة التي تعيشها إسرائيل في اوروبا تحديداً خصوصاً بعد تصويت دول هذه القارة بما فيها بريطانيا وفرنسا إلى جانب مشروع الفلسطيني للتنديد بالاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 الذي أفشلته الولاياتالمتحدة بفرض الفيتو. كما تخشى إسرائيل المساعي الاوروبية لإعلان الاتحاد الاوروبي دعمه إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود العام 1967 مع تبادل أراض. وأشارت الصحيفة إلى المحادثة الهاتفية القاسية التي أجرتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع نتانياهو قبل أسبوعين انتقدته بشدة على الجمود السياسي ووقف المفاوضات مع الفلسطينيين مضيفةً أنه خذلها بعدم ايفائه بتعهداته لدفع العملية السياسية. ووفقاً لمصادر في مكتب رئيس الحكومة فإن نتانياهو أجرى في الأسابيع الأخيرة اتصالات مع الإدارة الأميركية لبلورة سيرورة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وأن مستشاره رون دريمر زار البيت الأبيض لهذا الغرض. كما زار مستشار الرئيس الأميركي دنيس روس وفرد هوف إسرائيل أمس والتقيا نتانياهو لساعات كثيرة. ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري نتانياهو قوله إن نتانياهو بات يدرك ان الجمود السياسي ليس في مصلحة إسرائيل مضيفاً أن الانقلابات في العالم العربي تخلق أيضاً فرصاً وليس فقط تهديدات ومخاطر وأنه ينبغي استغلال هذه الفرص من أجل تحريك العملية التفاوضية ولجم المبادرات الفلسطينية أحادية الجانب. مع ذلك لم يطلع نتانياهو أحداً على تفاصيل خطته ما أثار تساؤلات لدى أوساط إسرائيلية واميركية على السواء حول مدى جديته، وإمكان أن تكون "الخطة" فارغة المضمون الغرض الوحيد منها صد الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل وثني الاتحاد الأوروبي عن إعلان دعمه إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود العام 1967..