يبدو أن غياب مؤسسات معنية بالعمل التطوعي قد يعرضه لتشتت الجهود الفردية، وفي هذا الإطار يؤكد عضو جمعية «أصدقاء جدة»، والعضو المؤسس لجمعية «عيون جدة» المهندس جمال برهان فلمبان في حديثه إلى «الحياة» إلى أن هناك غياباً واضحاً لقنوات التواصل بين أفراد المجتمع، وخصوصاً فئة الشبان في ظل غياب الأندية الرياضية والثقافية، التي عليها أن تستفيد من المكرمة الملكية في إنشاء أندية للشبان المتطوعين، وتخصيص جزء من مواردها المالية لهم، وعدم استثمارها بالكامل في التعاقد مع اللاعبين. وحذّر فلمبان من عدم استغلال حب الخير لدى الشبان، «والتي اتضحت من خلال تدافعهم من مختلف المناطق للتطوع وتقديم المساعدة للمتضررين، خصوصاً أن هناك من يتربص بهم من ذوي الأفكار المنحرفة والمغرضة لاستغلال طاقاتهم وفراغهم في أعمال مخالفة، والاستفادة منهم، ووضع برامج وخطط مناسبة تستغل فيها طاقاتهم في الأعمال التطوعية». وقال: «إن محور الكوارث لابد من أن يرتبط ببرامج وخطط في إطار تنظيمي مقنن، والاستفادة من خبرات بعض الدول التي سبقتنا في هذا المجال، إذ إن العمل التطوعي الحالي يتم بجهود فردية تفتقد للتنظيم والبرامج التدريبية ما يجعله أشبه ب«الفزعة». لافتاً إلى أن الاستفادة من الكارثتين في جدة كانت جزئية خصوصاً أن الكثير لم يتوقعوا كمية الأمطار الأخيرة. وناشد فلمبان بعض الجهات عدم الدخول في مواضيع هامشية خلال الكارثة مثل ما حدث في مركز المعارض من الحديث عن الاختلاط وغيره، «والتي تثير الفتنة في وقت كانت هناك آلية للعمل ومواقع مخصصة للشبان وأخرى للفتيات كانوا منشغلين في عملهم التطوعي، والذي لا يقتصر على جنس من دون آخر في مثل هذه الأحداث التي تتطلب التكاتف والعمل الجماعي بين الجنسين كل في مجاله». وأضاف: «اللافت في كارثة جدة الثانية وجود أعداد كبيرة من الشبان والفتيات المتطوعين عاطلين عن العمل ولم يترددوا في الانضمام للجمعيات»، مطالباً وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية تخصيص مكافآت للمتطوعين كحافز لهم على العمل الاجتماعي والإنساني الذي يقومون به. وأضاف: «بعض الشركات استغلت عدداً من الشبان لخدمة أهدافها التسويقية والترويجية تحت مسمى العمل التطوعي والخيري»، كاشفاً نيته تقديم مشروع لوزارة العمل حول الاستفادة من الشبان العاطلين في الأعمال التطوعية مقابل مكافأة مالية، ملمحاً إلى أن التنظيم الحالي القاضي بعدم إصدار تصاريح للجمعيات التطوعية إلا تحت مظلة إحدى الجمعيات الخيرية لايؤدي الهدف، إذ لابد من فصل العمل التطوعي، وإصدار تنظيم وتصاريح مستقلة خاصة به. وأوضح فلمبان أن جمعية «أصدقاء جدة» تعتزم إقامة دورات وندوات من خلال متخصصين في مجال التطوع في برامجها المقبلة، بعد أن رصدت السلبيات والإيجابيات خلال التجارب السابقة في التعاطي مع الكارثتين، وإطلاق برنامج تحت عنوان «الكلمة الطيبة صدقة» يضمن توزيع مطبوعات ومطويات تعمق الوحدة الوطنية بين الشبان.