توالى زوار الرئيس السابق للحكومة اللبنانية تمام سلام المتضامنون معه في مواجهة الحملة التي تستهدفه في شأن مسؤولية حكومته عن ملف خطف العسكريين اللبنانيين وقتلهم من قبل مسلحي «داعش». وقال النائب بطرس حرب بعد لقائه سلام ان البحث تركز على «كيفية مواجهة هذه المرحلة من دون ان نحول الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني والدولة اللبنانية على الارهاب الى مادة جدل بين الناس ما يخفف من قيمة هذا الانتصار ويسيء الى لبنان والجيش والمؤسسات الدستورية في لبنان». واعتبر «اي محاولة مقارنة لتقييم الفترة السابقة من دون الاخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاقليمية الداخلية والدولية، فيها عدم انصاف للجيش وللعدالة، وكأن الجيش كان مقصراً في الماضي، واليوم هو غير مقصر». وأوضح حرب الذي كان عضواً في حكومة سلام «اننا تحملنا مسؤولياتنا وقمنا بواجبنا، ولم يكن بالامكان الا القيام بهذا الواجب، الا اذا كان القرار بأن يصار الى عملية انتحارية تودي بالبلد الى تهلكة كبيرة». ودعا رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل بعد زيارته سلام الى «التمسك في هذه المرحلة بسيادة هذا البلد الذي هو في خطر». وتوقف عند ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، قال: «لن نتخلى عن مسؤولياتنا ولن نترك بلدنا يغرق وسنبقى نناضل ونكمل لنؤمن حياة افضل للاجيال المقبلة. ونترك للمجلس الدستوري ان يقوم بعمله ولا نريد، ان نؤثر ونعمل كغيرنا ونضغط على احد، لاننا مقتنعون بما فعلناه وبصوابية الطعن الذي تقدمنا به. ونتمنى الا يتدخل احد ويحاول تعطيل المجلس الدستوري، لانه مؤسسة اساسية في البلد ولا وجود لغيره اذا اردنا الطعن بالقوانين». وحذر «جميع الذين يحاولون اغراق البلد بالفساد والتدخلات السياسية، من ان هناك مؤسسات رقابية وقضائية يجب احترامها وتأمين حصانتها، وخصوصاً دائرة المناقصات». الى ذلك، شدد عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي أكرم شهيب على أهمية «الوحدة والعمل المشترك في لبنان، الذي أكد في معركة تحرير الجرود أن وحدته هي ضمانة بقائه وانتصاره، ودعوتنا صادقة إلى حماية ما تحقق عسكرياً بدماء الشهداء الأبرار من الجيش اللبناني». وقال: «حيدوا الجيش والقوى الأمنية عن الخلافات الداخلية، نزهوا القضاء، أوقفوا المزايدات الانتخابية والشعبوية، احفظوا مؤسسات الدولة، وحافظوا على ما تبقى من دور وهيبة وتراتبية، احموا الشراكة الوطنية، فالشراكة الحقيقية ليست بالشعارات بل بالممارسة. وليد جنبلاط أول من نادى وينادي بالشراكة، ومدَ اليد للشراكة الحقيقية، فابنوا على ما تَبَنى. ومن يريد بناء الوطن الذي نطمح ونريد، عليه أن يحمي المجتمع، أن يصون الحريات، أن يحمي الناس من تفلت الأسعار وارتفاع الأقساط المدرسية، فمن البديهيات حق الناس بالماء والكهرباء والاستشفاء». جعجع يؤيد التسجيل المسبق للاقتراع أيد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان «اعتماد التسجيل المسبق وإسقاط مبدأ البطاقة البيومترية، لأننا سنصل الى النتيجة ذاتها ولكن بوفر 130 مليون دولار على الدولة». وكان جعجع لفت الى ان «قانون الانتخاب لحظ اعتماد البطاقة البيومترية على أساس أنها ستخوّل المواطن الاقتراع في مكان سكنه وتوفّر عليه مشقة الانتقال الى قريته. ولكن تبيّن من المناقشات داخل لجنة الانتخابات الوزارية ان هناك طريقة أفعل وهي التسجيل المُسبق». الراعي: بناء الدولة يبدأ بإجراء الانتخابات الفرعية والعامة قال البطريرك الماروني بشاره الراعي: «إننا نتطلع في لبنان اليوم، على كل مستوى وبخاصة على مستوى الجماعة السياسية، إلى رجالات دولة مميزين بالتجرد والتفاني وعدم الإنغماس في موجة الفساد العارمة، وأحرار من ذواتهم ومصالحهم الرخيصة، ومفعمين بمحبة الوطن وشعبه، وخاضعين للدولة ومؤسساتها ودستورها وقوانينها. طموحهم بناء دولة المؤسسات والقانون، لا الفشل وافتعال النزاعات. طموحهم إجراء الانتخابات النيابية الفرعية حالياً، والعامة في أيار (مايو) المقبل، احتراماً لقرارهم وللشعب وللدستور، لا الاختباء وراء ذرائع واهية، حتى من دون أي مجهود لمعالجتها أو إلغائها، لضمان استئثارهم بالسلطة ومنع وصول وجوه جديدة إلى المجلس النيابي». ورأى الراعي خلال قداس احتفالي في فاريا أنه «إذا توافر للبنان مثل هؤلاء الرجالات المسؤولين، وجدناهم يتفانون في النهوض بالبلاد إقتصادياً وإنمائياً، إجتماعياً ومعيشياً، ثقافياً وأخلاقياً، مثمِرين لهذا الصالح العام كل قدرات وطننا ومرافق الدولة ومرافئها. لا تخفى على أحد معاناة شعبنا، وفقره، وهمومه. فلا يحق «لرعاة» هذا الشعب أن «يرعوا نفوسهم»، ويهملوا الشعب، فيما الشعب نفسه أوكل إليهم هذه الخدمة العامة الشريفة. ولا يوجد أي مبرِر لسلطتهم لولا هذا التوكيل وهذه الغاية».