حقق القطاع السياحي في الإمارات هذه السنة إنجازات رسخ بها موقعه على خريطة السياحة العالمية، وسط توقعات بمواصلة أدائه المتميز على رغم التقلبات التي تشهدها بعض الأسواق في المنطقة وخارجها، بسبب تراجع أسعار النفط والأوضاع الاقتصادية المتأرجحة في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً بريطانيا، التي قررت الانفصال عن دول الاتحاد الأوروبي. ووفقاً لبيانات «المجلس العالمي للسفر والسياحة»، حافظت حكومة الإمارات على التزامها تعزيز البنية التحتية المرتبطة بالسياحة، لمساعدة الدولة في التعامل مع العدد المتزايد من المسافرين القادمين بهدف الأعمال والترفيه. وتوقع تحليل أصدرته «غرفة تجارة وصناعة دبي» أمس، أن «ينمو الإنفاق في سوق السفر الإماراتي هذه السنة نحو 4.5 في المئة ليرتفع الإجمالي إلى 42.2 بليون دولار، وبنسبة 6 في المئة بحلول عام 2020، وبنسبة 6.3 في المئة حتى عام 2022، بمعدل إنفاق يصل إلى 56.3 بليون دولار. وساعد الارتفاع في استثمارات القطاع العام على تنشيط استثمارات القطاع الخاص، إذ بلغت القيمة الإجمالية للاستثمارات الرأسمالية التي تدفقت على سوق السفر في الدولة 7.1 بليون دولار في 2016، محققة نمواً سنوياً تراكمياً نسبته 8.14 في المئة منذ العام 2011. واستحوذ القطاع الفندقي في الإمارات على 22.4 في المئة من المشاريع الفندقية قيد الإنشاء والتعاقد في منطقة الشرق الأوسط، والبالغة 581 مشروعاً، وفقاً لبيانات أيار (مايو) 2017 الصادرة عن مؤسسة «إس تي آر غلوبال»، والتي قدرت عدد المشاريع الفندقية الجاري تنفيذها في الإمارات بنحو 116. وأظهرت البيانات «زيادة في عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء في المنطقة لتصل إلى 159.7 ألف غرفة في أيار (مايو) الماضي، مقارنة ب 81363 غرفة في نحو 252 فندقاً في أيار 2016، فيما ارتفع عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء في الإمارات حتى نهاية أيار الماضي، لتصل إلى 32604 آلاف غرفة مقارنة ب 27344 غرفة في الشهر ذاته من العام الماضي. وكشف تحليل ل «غرفة تجارة وصناعة دبي» أمس، استمرار النمو في القيمة الإجمالية لإنفاق السياح سواء الزوار المحليين أو من الخارج في الفترة المقبلة الممتدة حتى عام 2022، مع مواصلة الإمارات إطلاق مشاريع كبيرة وافتتاحها، تعزز سوق السفر في الدولة، وتشمل المنتج السياحي «مرسى العرب» بقيمة 1.7 بليون دولار بالقرب من «برج العرب»، وعالم الأساطير من «اي ام جي» وحديقة « فورمولا وان» في «دبي موتور سيتي» و «وسيكس فلاغز» التابعة لحدائق ومنتجعات دبي»، إضافة إلى مراكز التسوق والثقافة المخطط لها، تماشياً مع استعدادات دبي لاستضافة معرض «اكسبو 2020» المتوقع أن يجذب 20 مليون زائر في 2020. وأظهر التحليل، أن القيمة الإجمالية للإنفاق على السياحة بلغت 40.4 بليون دولار عام 2016، محققة نمواً سنوياً تراكمياً نسبته 9.44 في المئة منذ العام 2011. وتشير البيانات، إلى أن المساهمة المباشرة للسفر والسياحة في اقتصاد الإمارات خلال 2016، بلغت 5.2 في المئة، أي بقيمة 18.66 بليون دولار، ويعكس المساهمة والدور الفعال لقطاع الفنادق ووكالات السفر وخطوط الطيران والخدمات الأخرى لنقل المسافرين. ولفت التحليل إلى أن قطاع السفر والسياحة يلعب دوراً رئيساً في سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الإمارات، وسعي الحكومة إلى تحويل الإمارات إلى واحدة من أكبر الوجهات السياحية في العالم. وأشار إلى أن إنفاق السياح من خارج البلاد يشكل 74 في المئة من الإجمالي، بقيمة 29.90 بليون دولار، في حين ساهم إنفاق السياح المحليين بالنسبة المتبقية 26 في المئة بقيمة بلغت 10.54 بليون دولار خلال العام الماضي. وأفادت بيانات «بزنيس مونيتر انترناشيونال»، بأن الإمارات جذبت 9 ملايين مسافر بهدف الترفيه والأعمال عام 2016، ما يمثل زيادة 4.9 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً أن عدد زوار الإمارات سجل ارتفاعاً مستمراً لما تتمتع به السوق من استقرار كبير، بفضل تنوع جنسيات المسافرين الآتين إلى الدولة. وتوقعت «غرفة تجارة وصناعة دبي»، أن عدد القادمين والزوار إلى الإمارات خلال السنة، سينمو بنسبة 6.5 في المئة، أي 15.8 مليون زائر مقارنة بالعام السابق.