تشهد خريطة القنوات الفضائية المصرية تغيراً، إذ أبصر بعض القنوات النور بعد ثورة 25 يناير، كما تستعد قنوات أخرى لحجز مكانها، في الوقت الذي عادت إلى البث مجدداً قنوات كانت أغلقت في عهد النظام السابق. وتعد قناة «التحرير» أولى الفضائيات الوليدة (يرأسها الإعلامي إبراهيم عيسى). ومنذ انطلاق بثها التجريبي، حرص أصحابها على تأكيد انتمائها الى شباب 25 يناير، وعلى أنها «قناة مستقلة لا تتبع أي تيار سياسي وتعبّر عن كل فئات المجتمع والقوى الوطنية». وأكد عيسى أنها تضم برامج سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، وتعرض فيديوات ومشاهد من الثورة المصرية. كما جاء في إعلانات القناة أنها «انطلقت لتذكّر المصريين دائماً بالثورة التي قام بها الشباب، والحرية التي نجحوا في تحقيقها لمصر». وكان بث القناة انطلق فور الإعلان عن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ويقدم برامجها الناشطة السياسية نوارة نجم وبعض الشباب الجدد، كما يجرى الاتفاق مع الإعلامي حمدي قنديل والكاتب علاء الأسواني والمذيع أحمد العسيلي وغيرهم للانضمام الى فريق العمل. ومن القنوات الجديدة التي تدعم أفكار الثورة أيضاً، قناة «مودرن الحرية» التي يملكها وليد دعبس، وهي إحدى قنوات «مودرن»، و «تعبر عن الثورة، وتعالج برامجها مشاكل المجتمع المصري، وترصد ملامح مستقبل البلد. كما أنها تحفز الشباب على العمل الجاد وإعادة بناء الوطن». ومن بين برامجها «محطة مصر» (من تقديم معتز مطر) الذي كانت تعرضه قناة «مودرن مصر» قبل إيقافه على رغم تحقيقه نجاحاً. وكان بعضهم رأى أن سبب الإيقاف يعود بالدرجة الأولى الى هجوم البرنامج على عدد من المسؤولين في الدولة، وتسليطه الضوء على كثير من قضايا الفساد، وأيضاً تبنيه قضية خالد سعيد، إذ انفرد مقدمه بالتسجيل مع أسرة خالد وبعض جيرانه. ويتردد أن هناك بعض القنوات الفضائية الأخرى التي ستعرف طريقها للنور قريباً، وتحمل ملامحَ من روح الثورة المصرية، خصوصاً بعدما زادت مساحة الحرية وقلّت القيود المفروضة على إطلاق الفضائيات. في المقابل عادت للبث مجدداً قنوات كانت أغلقت في عهد النظام السابق، ومنها قنوات «الناس» و «البدر» و «الصحة والجمال» و «الخليجية» التي تبث على القمر الاصطناعي «نايل سات»، بعد توقفها بقرار من مجلس إدارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية بحجة أنها قنوات تابعة لشركة «البراهين» العالمية، وهي شركة غير مصرية تحتاج إلى ترخيص لمزاولة نشاطها في مصر. كما عادت للبث أيضاً قناة «الرحمة» المملوكة للداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان. يأتي هذا كله في وقت توقف موقتاً التحضير لبعض القنوات الفضائية الجديدة الترفيهية والرياضية، بما أن الأجواء التي تسود في المجتمع المصري لا تتناسب وهذه الفضائيات، ومنها فضائيتا «الحياة رياضة» و «الحياة كوميدي» التابعتان لشبكة قنوات «الحياة» التي يرأسها محمد عبدالمتعال. كما توقف التحضير لفضائية «أحمر وأبيض» الرياضية التي كانت ستطلق ضمن باقة قنوات «مودرن»، الموجهة الى جمهور ناديي «الأهلي» و «الزمالك». وتواجه فضائية «البلد»، المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، مصيراً مجهولاً بعد التحقيقات النيابية معه، على رغم أن موعد بثها كان وشيكاً، وكانت المؤشرات تؤكد أنه سيطلقها قبل منتصف العام الحالي. والأمر ذاته بالنسبة الى قناة «البيت بيتك» لصاحبها المنتج محمود بركة.