كابول، لندن - أ ف ب - دعا الرئيس الافغاني حميد كارزاي أمس، قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان الى تجنب «القتل اليومي» للمدنيين في بلاده، محذراً من انها ستواجه «مشاكل كبيرة» اذا استمرت هجماتها في حصد ارواح قرويين. وقال كارزاي في بيان اصدرته الرئاسة الافغانية تلا اعلان الشرطة مقتل تسعة اطفال لدى جمعهم الحطب في ولاية كونار (شرق)، حيث اتهمت الحكومة سابقاً جنود الحلف بقتل 65 مدنياً في قصف حصل قبل عشرة أيام: «أؤكد مجدداً ان الحلف يجب ان يركِّز على المخيمات ومخابئ الارهابيين، وإلاّ فستخلق اعمال القتل اليومية مشاكل كبيرة»، فيما لم يؤكد ناطق باسم «الناتو» مقتل اطفال، «لكننا نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، وسنحقق سريعاً وبالكامل فيها». ويندد كارزاي منذ سنوات بسقوط ضحايا مدنيين خلال عمليات القوات الأجنبية، مشدداً على ان هذه القوات يجب ان تهاجم مخابئ المتمردين، خصوصاً في مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود، بدلاً من قرى أفغانية.وكان كارزاي أجرى محادثات في لندن اول من امس مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، الذي أكد ان بلاده تستمر في اقامة علاقة قوية مع افغانستان. وقال كاميرون بعد الاجتماع: «لا ازال متفائلاً بحذر حيال التقدم في افغانستان، وأصرّ على أن نجاح القوات الافغانية يزداد، وستبدأ في تولي مسؤوليات الأمن بدءاً من السنة الحالية». وتابع: «يحدث تقدم حقيقي يومياً في افغانستان، وبدأت الحكومة الافغانية تأخذ مسؤوليات أكبر على صعيد شؤونها الخاصة، كما يجري بناء الجيش الوطني الافغاني وفق الهدف المطلوب، وتجاوز عدد جنوده 150 ألف جندي الآن، وقوات الشرطة الأفغانية (117 ألفاً)». وأكد كاميرون أن بريطانيا «ستواصل انخراطها في أفغانستان بعد انسحاب قواتها العام 2015»، معتبراً ان 2011 «سيكون عام الحسم في افغانستان». ودعا إلى تفعيل عملية المصالحة وإعادة دمج المتمردين المستعدّين لنبذ العنف، وقطع العلاقات مع تنظيم «القاعدة». وكانت وزارة الدفاع البريطانية اعلنت مقتل جندي من الفيلق الملكي في تبادل للنار مع مسلحين في منطقة نهر السراج بولاية هلمند (جنوب)، ما رفع إلى 358 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في افغانستان منذ نهاية العام 2001.