حذَّر المسؤول السابق للبروتوكول لدى الرئيس الليبي معمر القذافي، نوري المسماري، من مخاطر التدخل الخارجي في إطار الانتفاضة التي تشهدها ليبيا، واعتبر أن الليبيين لن يقبلوا بمثل هذا التدخل، وأن القبائل «قادرة على مواصلة الاحتجاج»، وأن «النهاية ليست بعيدة». وقال المسماري الذي غادر منصبه في الخريف الماضي، قبل أن يُعلن استقالته رسمياً في الأيام الأولى للانتفاضة الليبية، إن الليبيين «فخورون جداً وحساسون جداً، ولا أعتقد انهم سيقبلون بوجود قوات (أجنبية) على الأرض». ورأى المسماري خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس، أن أفضل ما يمكن القيام به لمساعدة الانتفاضة الليبية هو الحؤول دون إمكان تحليق الطيران العسكري الليبي، وأنهم «إذا أرادوا المساعدة فليدمّروا مدرجات المطارات». وعبّر عن ثقته بقوة القبائل، خصوصاً بعد انضمام الجنود الموجودين في مناطق التمرد إلى الانتفاضة، مشيراً إلى أن «الخناق يضيق من حول القذافي، الذي سيلجأ إلى كافة الأسلحة التي بمتناوله»، لكن «القبائل قادرة على مواصلة الاحتجاج والنهاية ليست بعيدة». وأضاف المسماري، الذي عمل مع القذافي حوالى 45 عاماً، أن القذافي «لن يغادر طرابلس، ولن يغادر إلى الخارج، وهو سيذهب الى النهاية»، وأن الأشخاص الباقين إلى جانبه الآن «يبقون بإرادتهم، لأنهم يعتبرون أنه سينتصر، ولأن تنحِّيه خسارة لهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم وفساد وسوء استخدام للسلطة، ولذا عليهم أن يقاتلوا، فهي مسألة بقاء بالنسبة اليهم». وتابع «أن الأمور متوقفة على تطور الوضع والظروف المحيطة بالقذافي»، مشيراً الى مَثَل إيطالي يقول إن الذئب يفقد شعره ولا يفقد أنيابه، وان الرئيس الليبي «سيقاتل حتى النهاية ولن يقبل بأن الشعب لم يعد يريده». وعن دور نجل الرئيس الليبي سيف الإسلام القذافي، قال المسماري إنه ليس له أي دور، فهو «حاول القيام بإصلاح ولكن من أجل مصلحته»، فأنشأ مؤسسة القذافي الخيرية «لجمع الأموال، والنتيجة ظهرت اليوم في بريطانيا ودول أوروبية أخرى»، في إشارة إلى الأصول والأملاك العائدة اليه، والتي تم تجميدها بزعم أنها تابعة لسيف الإسلام، في حين تقول السلطات الليبية إنها تابعة لمؤسسة إنسانية وليست لشخص. وعن الإبعاد المزعوم الذي قام به القذافي لقريبه عبدالله السنوسي، قال المسماري إن «السنوسي أدى دوره، والآن جاء دور شخص آخر، بحيث يبدو أن من مارس القتل قد استُبعد». وأبدى خيبة أمله وخجله حيال الصمت الذي يلتزمه الاتحاد الأفريقي حيال ليبيا، وقال إنه لا يعرف سبب هذا الصمت الذي «خيّب أمل كل الليبيين». وعن دوره في النظام الليبي، أشار المسماري إلى أنه كان قريباً من القذافي بحكم وظيفته، وكان يتحدث اليه ويتشاور معه، وأن «البعض كان يقبّل يده (القذافي)» وأن «رؤساء (دول) ورؤساء حكومات كانوا ينحنون أمامه... ولست الوحيد من عمل معه، كلنا فعلنا».