جاءت تعاملات السوق المالية السعودية في الجلسات الأخيرة على غير هوى المتعاملين، إذ تتفاقم خسائر الأسهم بعد كل إغلاق للسوق، وهو ما يرفع حال القلق لدى المتعاملين الذين تآكلت استثماراتهم، وارتفعت خسائرهم بعد غياب اللون الأخضر عن مؤشر السوق الذي واصل الهبوط للجلسة ال 12 على التوالي. وشهدت جلسة أمس «بيعاً عشوائياً» من متعاملين لوقف خسائرهم بعد أن طال أمد ارتداد الأسعار الذي ربطه محللون بالتظاهرات التي تشهدها بعض الأقطار العربية، منها تونس ومصر التي أرجأت افتتاح بورصتها إلى الأحد المقبل، بينما ارتفعت مؤشرات 5 بورصات عربية، بقيادة مؤشر «سوق مسقط» الذي ارتفع بنسبة 4.22 في المئة. وكان مؤشر السوق سجل بعض التحسن الطفيف في جلسة أمس، إلا أنه عاود الهبوط التدريجي، حتى تخطت خسارته 8 في المئة، قبل أن تتحسن أسعار الأسهم بتأثير دخول طلبات جيدة على بعض الأسهم في الدقائق الأخيرة، لينهي المؤشر تعاملات أمس عند مستوى 5538.72 نقطة، في مقابل 5941.63 نقطة أول من أمس، بخسارة قدرها 402.91 نقطة، نسبتها 6.78 في المئة، لترتفع خسارة المؤشر منذ مطلع 2011 إلى 16.34 في المئة، وكان المؤشر هبط إلى أدنى مستوى له عند 5441.94 نقطة، وبهذه الخسارة الأخيرة يكون المؤشر ارتد 20 شهراً إلى الخلف مقارنة بمستواه البالغ 5497 نقطة المسجل بتاريخ 5 تموز (يوليو) 2009. والمتابع لتعاملات أمس يلحظ ارتفاع التنفيذ على أسهم شركات عدة، من قطاعات مختلفة، منها سهم «الحكير» الذي ارتفعت السيولة المتداولة منه 685 في المئة، إلى 35.1 مليون ريال، في مقابل 4.47 مليون ريال، هبط سعره خلالها 7.82 في المئة، إلى 34.20 ريال، فيما ارتفعت القيمة المتداولة منه «مجموعة السريع» 235 في المئة، إلى 21 مليون ريال، تراجع سعره خلالها 5.19 في المئة، إلى 21.90 ريال، وصعدت القيمة المتداولة من سهم «الأهلي للتكافل» 215 في المئة، إلى 8.3 مليون ريال، تراجع سعره خلالها 9.73 في المئة، إلى 58 ريالاً. وتقلصت خسائر الأسهم السعودية عند الإغلاق إلى 82.3 بليون ريال، نسبتها 6.92 في المئة، لتهبط القيمة السوقية إلى 1.11 تريليون ريال، في مقابل 1.194 تريليون ريال أول من أمس، يأتي هذا بعد تراجع أسعار كل أسهم الشركات المتداولة البالغة 145 شركة. وحقق السوق ارتفاعاً في معدلات الأداء بعد تدافع المتعاملين إلى البيع، إذ صعد السيولة المتداولة بنسبة 8.3 في المئة، إلى 5.1 بليون ريال، وارتفعت الكمية المتداولة 11.4 في المئة، إلى 236 مليون سهم، وارتفع عدد الصفقات المنفذة إلى 106.5 ألف صفقة، بنسبة 17 في المئة. وهبطت مؤشرات كل القطاعات، وجاء مؤشر شركات الاستثمار المتعدد في صدارة الخاسرين بنسبة 9.50 في المئة، تلاه مؤشر «الفنادق والسياحة» المتراجع 9.44 في المئة، بينما كانت أقل خسارة من نصيب مؤشر «الأسمنت» وبلغت 4.32 في المئة. أما أبرز الأسهم في تعاملات أمس فكان سهم «سابك» الذي استحوذ على خُمس السيولة المتداولة، تعادل 1.04 بليون ريال، هبط سعره خلالها 7.77 في المئة، إلى 86 ريالاً، بينما جاءت خسارة سهم «الراجحي» محدودة بنسبة 2.72 في المئة، إلى 71.50 ريال.