أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم (الأحد)، أن موقف المملكة في أزمة قطر «واضح وأعلنته مراراً وتكراراً. وقطر تعلم ما هو مطلوب منها». وقال الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «نحن نريد وضوحاً من الموقف القطري، ونريد جدية في إيجاد حل لهذه الأزمة يؤدي إلى تطبيق المبادئ التي تدعمها جميع دول العالم، وعدم دعم الإرهاب، وعدم تمويل الإرهاب، وعدم استضافة أشخاص مطلوبين، وعدم نشر الكراهية والتطرف وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى التي كانت ضمن المطالب ال13 التي تم تقديمها إلى الجانب القطري عبر الكويت». وأضاف: «اتخذنا الإجراءات في هذا الشأن، وسنستمر على موقفنا إلى حين تستجيب قطر لإرادة المجتمع الدولي في الكف عن دعم الإرهاب والتطرف وتمويله». وأبان الجبير أن قطر لم تلتزم باتفاق الرياض العام 2013-2014، «بالكف عن سياسة دعم التطرف والتدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم الإرهاب، ولم تلتزم قطر في الاتفاق الذي وقع في الرياض، لذلك اضطرت المملكة مع البحرين والإمارات ومصر أن تتخذ إجراءات ضد قطر، لتجعلها تتخلى عن سياستها في دعم الإرهاب والتطرف واستضافة المطلوبين، ونشر خطاب الكراهية والتحريض والتدخل في شؤون دول المنطقة». وقال وزير الخارجية السعودي: «إذا كانت هناك رغبة جادة لدى قطر عليها أن تستجيب لهذه المطالب، كي نفتح صفحة جديدة مع قطر»، داعياً الدوحة إلى أن «تدرك أن هذه السياسات مرفوضة ليس من دول المنطقة فحسب، وإنما من العالم أجمع، ولا أعتقد أن هناك دولة تؤيد دعم الإرهاب أو تمويله أو التحريض على التطرف، أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، نحن الآن نأمل أن تسود الحكمة في قطر، وأن تستجيب إلى مطالب الدول الأربع». وأوضح الجبير أنه تطرق مع نظيره الروسي إلى الأوضاع في سورية وأهمية إيجاد حل سياسي بموجب إعلان «جنيف 1» وقرار مجلس الأمن 2254، مؤكداً تأييد المملكة إقامة مناطق التصعيد وتطلعها إلى بدء العمليات السياسية في سورية لإخراجها من الأزمة، والحفاظ على وحدة أراضيها وضمان حقوق جميع الطوائف السورية، والسعي إلى إيجاد حلول سياسية مبنية على قرار جنيف الذي يؤدي إلى تشكيل هيئة انتقالية للسلطة، وبحث دعم البلدين لجهود حكومة العبادي في مكافحة إرهاب «داعش» والحرص على وحدة العراق. وشدد على أن السعودية وروسيا متفقتان على المبادئ الدولية التي تضمن سيادة سورية وفق احترام القانون الدولي وعدم التدخل في الشأن الداخلي لسورية، وفي ما يتعلق بالتحديات التي تواجه المنطقة، أشار إلى أن مواقف البلدين «متطابقة جداً». بدوره، تطرق وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحافي إلى لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معرباً عن ارتياحه للتعاون بين البلدين والتحرك المشترك، مشيراً إلى أن اجتماعات آستانة «مؤثرة على الأرض بين روسيا وتركيا وإيران، ونتعاون لوسائل بلوغ الأهداف التي تم طرحها». وأكد لافروف أهمية أن توجد اتفاقات جديدة في شأن هيكلية المنطقة الرابعة في ريف أدلب، والتوجه نحو الهدف المطلوب الذي تم صوغه على أساس التوافق مع القرارات الدولية، باحترام سيادة سورية من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال: «هناك احتمال إنشاء إطلاق الحوار المباشر في جنيف والمفاوضات الأممية، وإذا نجحنا في إقامة عملية المصالحة، ووقف إطلاق النار وإطلاق الحوار الوطني، ستنعكس نتائجها الإيجابية على سورية كلها».