انطلقت أمس أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتقنية والابتكار، في عاصمة جمهورية كازاخستان أستانا. وقام الوزراء المعنيون بالعلوم والتقنية في الدول الأعضاء بمناقشة واعتماد وثيقة عمل المنظمة عن العلوم والتقنية والابتكار 2026، لرفعه للبحث والاعتماد من قادة المنظمة المجتمعين في القمة الإسلامية الأولى عن العلوم والتقنية التي ستنطلق أعمالها اليوم. وأوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، أن هذه القمة تشكّل حدثاً تاريخياً بامتياز، باعتبارها أول قمة من نوعها لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في المنظمة، التي تُكرَّس لتعزيز العلوم والتقنية، والنهوض بهما بوصفهما أداتين تمكينيتين، وعاملين دافعين نحو تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلدان المنظمة. وقال العثيمين: «إن القمة تُعد فريدة في طرحها، لأنها تؤكد أن الإسلام هو دينُ فكرٍ وعقلٍ وعلمٍ، يسعى إلى التحرير من رِقِّ الأوهام والخُرافات، ويدعو إلى الوسطية ومحاربة التطرف». وأشار الدكتور العثيمين إلى أنه تم وضع وثيقة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتقنية والابتكار بعد مشاورات مكثفة مع 157 عالماً وخبيراً تقنياً ينتمون إلى 20 دولة من دول المنظمة، إذ أثري ذلك في ضوء التوصيات الواردة من الدول الأعضاء. وأكد الأمين العام أن الوثيقة تعرض نظرة شاملة إلى العلوم والتقنية الناشئة، وتشعباتها الاجتماعية والاقتصادية، وتضع أولويات وتوصيات محددة لمساعدة الدول الأعضاء في التصدي لتحديات تطوير معايير التعليم، وإيجاد فرص عمل للشباب، والتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ، والعمل على تحسين صحة الإنسان والطاقة وموارد المياه. وذكر أن الوثيقة تورد بعض البرامج العلمية الضخمة، التي يمكن أن تقوم بها بلدان عدة، على نحو مشترك، منوهاً بأن هذه المشاريع ستكون عوامل تمكين رئيسة لبناء اقتصاد المعرفة في الدول الأعضاء، وجعل اقتصاداتها اقتصادات تعتمد على التصنيع. وأكد حقيقة أن نجاح برنامج عمل المنظمة للعلوم يعتمد على التعاون والتعاضد المتبادلين بين الدول الأعضاء في المنظمة، داعياً إلى الانتقال من البرامج الوطنية إلى أنشطة تعاونية وتكاملية. بدوره، رحب وزير التربية والعلوم الكزخي إرلان ساغادييف بالمشاركين، مؤكداً في كلمته الافتتاحية أن انعقاد قمة العلوم في أستانا دليل على إعطاء الدول الأعضاء الأولوية للعلوم والتقنية والابتكار.