ذكرت شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية الأميركية أمس ان الحكومة الباكستانية عرضت على الولاياتالمتحدة مبادلة أميركي متعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه.) محتجز في سجن باكستاني بعالمة باكستانية تعتقد الولاياتالمتحدة بأنها ناشطة في تنظيم «القاعدة». وقالت إن مسؤولاً باكستانياً عرض على واشنطن تسليمها الأميركي رايموند ديفيز في مقابل تسليم إسلام أباد مواطنتها الدكتورة عافية صديقي التي تقضي حكماً بالسجن لمدة 86 عاماً في أميركا. وأضافت ان المسؤولين الأميركيين رفضوا العرض في الحال. وظلت باكستان تحتجز ديفيز منذ كانون الثاني (يناير) الماضي بتهمة قتل باكستانيين ادعى أنهما تبعا سيارته وحاولا سلبه. ودانت الولاياتالمتحدة الدكتورة صديقي بتهمة محاولة إطلاق النار على عملاء للمباحث الفيديرالية (اف. بي. آي.) وجنود أميركيين في مركز للشرطة الأفغانية في عام 2008. وكانت احتجزت قبل ذلك بيوم واحد بعدما عثر في حوزتها على ورقة تحوي لائحة بأهداف في نيويورك ودليلاً إرشادياً يشرح كيفية صنع القنابل. ويذكر أن سلطات الأمن الأميركية كانت وصفت صديقي في عام 2004 بأنها «ناشطة ومسهَّلة لأعمال القاعدة». وسبق أن طلبت المباحث الفيديرالية الأميركية القبض عليها وعلى زوجها الأول في عام 2003 للاشتباه بصلتهما ب «القاعدة». واقترنت صديقي لاحقاً بناشط في «القاعدة» يدعى عمار البلوشي، وهو ابن أخت المتهم بتدبير هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 خالد شيخ محمد. وتحتجز الولاياتالمتحدة البلوشي في سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غونتانامو في جزيرة كوبا. ويثير احتجاز صديقي الحاصلة على الدكتوراه من جامعة برانديز الأميركية غضباً كبيراً في باكستان، اذ يعتقد المتعاطفون معها أن الولاياتالمتحدة تضطهدها لأنها امرأة مسلمة متعلمة ترفض الحضارة الغربية على رغم تلقيها العلم في أفضل جامعات الغرب. وأشار مسؤول باكستاني تحدث إلى الشبكة المذكورة رافضاً كشف هويته إلى أن واشنطن رفضت العرض الباكستاني. وكانت واشنطن هددت بإغلاق ثلاث قنصليات لها في باكستان إذا لم تخل الأخيرة سبيل مواطنها ديفيز، كما هددت بطرد السفير الباكستاني من الأراضي الأميركية. وأشارت وكالة «اسوشتيد برس» الأسبوع الماضي إلى أن الاستخبارات الباكستانية قررت وقف التعامل مع نظيرتها الأميركية بسبب احتجاز ديفيز، فيما وصف بأنه أكبر ترد للعلاقة بين استخبارات البلدين منذ هجمات العام 2001. ورجحت الوكالة ان يصار إلى إطلاق ديفيز بعدما تعلن واشنطن استعدادها لدفع تعويضات مالية لأسر الباكستانيين اللذين تتهم إسلام أباد ديفيز بقتلهما في لاهور نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي.