يشاهد من يسير على طريق أبها - الطائف بيوتاً بدائية من الخشب تقبع على أطراف مرمى نفايات مدينة أبها، يخرج منها عشرات المخالفين لأنظمة الإقامة ما إن يحسوا بحركة غريبة في المكان، ويهربون في كل اتجاه. استقرار هؤلاء عند مرمى النفايات يثير مخاوف كثير من أهالي مدينة أبها، خصوصاً أن المسافة الفاصلة بين أحياء المدينة والمرمى لا تزيد على 5 كيلومترات. وعلى رغم تأكيد أمانة منطقة عسير أن لجنة من جهات عدة تلاحق المخالفين، إلا أن «الجوازات» حمّلت «الأمانة» مسؤولية وجودهم لأنها لم تسوّر المرمى. وطالب سعيد أحمد موسى وحسن مبارك عسيري الجهات المعنية في مدينة أبها بإيجاد حل جذري لمشكلة مرمى النفايات الذي بات مقراً للمخالفين الخطرين على أمن المدينة، لأنهم لا يحملون أي إثباتات لهوياتهم. وذكرا أن هؤلاء عمدوا إلى بناء بيوت خشبية بدائية في المرمى الذي يزيد عمره على 20 عاماً، ويعملون في فرز القمامة بطرق بدائية، وبيع ما يمكن بيعه، وقد يكونون مصدراً لنقل الأمراض أو التسبب في كوارث بيئية، إذ يعمدون إلى إشعال حرائق في القمامة. وتوجهت «الحياة» إلى مرمى النفايات فوجدت أكثر من 30 بيتاً خشبياً وعدداً كبيراً من المخالفين الذين تتراوح أعدادهم بين 200 و300 شخص يعملون بأريحية في فرز النفايات، ولا توجد في المكان أجهزة أمنية عدا دورية أمنية واحدة مرّت قرب المكان من دون أن تلقي بالاً لوجودهم. من جهته، أكد مدير صحة البيئة في أمانة منطقة عسير الدكتور جابر حمزة ل «الحياة»، أن «الأمانة» خاطبت في وقت سابق الجهات ذات العلاقة في شأن وجود مخالفين مجهولي هوية قرب مرمى النفايات في مدينة أبها، وشكّلت لجنة برئاسة موظف في إمارة منطقة عسير لحل هذه المشكلة، ولا تزال تتابع ذلك من خلال الجولات الميدانية وهدم مساكنهم وإلقاء القبض عليهم. وأضاف أن «الأمانة» وقّعت عقداً مع مؤسسة خاصة لفرز النفايات فيه، معترفاً بوجود ضرر بيئي من مرمى النفايات الذي يزيد عمره على 20 عاماً، لافتاً إلى أن «الأمانة» بصدد البدء في تنفيذ مشروع مرمى بمواصفات عالمية لنفايات منطقة عسير وذلك في محافظة خميس مشيط، مشيراً إلى أنه سيكون مجهزاً بمصانع تدوير المواد بطريقة حديثة. «الجوازات»: نلاحقهم فيهربون... ويعودون أكد مدير إدارة جوازات منطقة عسير العميد سعد زياد أن لجنة حكومية تضم الجوازات تتابع المخالفين عبر دوريات مستمرة، لكن المجهولين يفرون ثم يعودون من جديد، وعلى رغم ذلك يتم القبض على الكثير منهم ويجري ترحيلهم. ودعا أمانة منطقة عسير إلى القيام بدورها من خلال إنشاء سور حول المرمى لأن ذلك من مسؤوليتها، خصوصاً أن الطريق الترابي هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المرمى. دعوى ضد «الأمانة»... عن الضرر عبّر القانوني عبدالله الهنيدي عن استيائه من وضع مرمى النفايات في مدينة أبها، مؤكداً أن من حق من أصابه ضرر بسببه رفع دعوى ضد «الأمانة». وقال ل «الحياة»: «ساءني كثيراً منظر هذا المرمى بعدما وقفت عليه، إذ يتم رمي النفايات والمخلّفات بطريقة بدائية، ولا يجري التخلص منها بطريقة صحية، ولا أحد ينكر ما يترتب على ذلك من مخاطر بيئية وصحية، لاسيما وأنه يقع على مقربة من الأحياء والقرى الآهلة بالسكان وعلى بعد أمتار من طريق أبها - الطائف العام، فضلاً عن ذلك شاهدت العشرات من المجهولين يقيمون في المرمى بصفة دائمة في مساكن من الخشب، وينبشون النفايات ويبيعون ما يستطيعون منها». وأضاف أن وجود المخالفين بهذا الشكل من دون رقيب أو حسيب له مخاطر أمنية، خصوصاً أن بعض المواطنين يذهبون بمفردهم لإلقاء بعض المخلفات في المرمى، ولن يتردد هؤلاء المجهولون في الاعتداء عليهم وسلب ما يجدونه معهم من نقود أو خلافها، وقد يصل الأمر إلى القتل. واعتبر أن أمانة منطقة عسير هي المعنية بالدرجة الأولى بالمرمى في شكله الراهن، وبإمكانها اعتماد المبالغ اللازمة لإيجاد محرقة أوتوماتيكية للتخلّص من هذه النفايات بطريقة علمية وصحية، خصوصاً أن موازنتها بمئات الملايين. ومن الناحية القانونية قال الهنيدي: «من حق من أصابه الضرر صحياً أو بيئياً أن يرفع الدعوى ضد «الأمانة» أمام القضاء الإداري (ديوان المظالم) بطلب التعويض اللازم وإلزام الجهة باتخاذ القرار المناسب لإزالة الضرر وفقاً لنص المادة الثالثة عشرة فقرة (ب ، ج) من نظام ديوان المظالم الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/78) وتاريخ 19/9/1428ه».