رسم رئيس ديوان المظالم الشيخ إبراهيم الحقيل، صورة قاتمة عن وضع مهنة المحاماة في السعودية، عندما أكّد أن بعض المحامين «لا يفقهون في المرافعات، ويتعبون الديوان كثيراً، ولا يعرفون ماذا يريدون، فتضيع فريستهم في عجتهم»، مشدّداً على أن ما يصدر في «المظالم» من أحكام «ليس نصاً قرآنياً ولا وحياً منزلاً، بل هو اجتهاد قابل للتعديل». وقال خلال لقاء مفتوح، نظّمته لجنة المحامين في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض أمس: «على كل مسؤول في الدولة أن يكون منصفاً وشفافاً تجاه المجتمع، وإلا فسيعتبر غير مصون للأمانة الموكلة إليه، ومن هنا فليذهب للجلوس والراحة في بيته أفضل له بكثير». ولفت إلى أن ديوان المظالم لا يعنيه أن يكون أصحاب القضايا سعوديين أو غير سعوديين، أو مسلمين أو غير مسلمين، فالمهم أن يوجد العدل والإنصاف، مشيراً إلى أن عدد المحامين في السعودية يصل إلى 1400 محام، وهو رقم متدن جداً مقارنة ب26 مليون مواطن سعودي، مؤكداً أن ديوان المظالم «لا يمانع حضور المحاميات، وترافعهن في القضايا، وهناك من ترافعن، لكن بشرط حشمتهن وعفتهن ولهن حقوق، وإما غير ذلك فلنحتكم للشريعة الإسلامية». وتطرق إلى أن «الديوان» يعاني من نقص القضاة، وبدأ تدريب القضاة على ملاحقة نوازل ومستجدات العصر، «ولو لم نفعل ذلك، فستجدون معاناة كبيرة، وهذا ما حصل من بعض القضاة، ولا نستطيع إنكار ذلك أمام المحامين بالذات، فلا نستطيع إخفاء الحقيقة، وكذلك بعض المحامين السعوديين يحتاجون إلى التأهيل والتدريب والنهوض بالمستوى». وتحدث الحقيل عن مفارقات شهدها الديوان، أهمها أن أحد المحامين ترافع عن طرفي الخلاف أمام القضاء، داعياً المحامين الشباب إلى الاهتمام بالقيم والالتزام بشرف المهنة أمام طغيان المادة وإغراءات المال.