بكل تأكيد، ليس بمستغرب على قيادتنا الحكيمة هذا الدعم السخي المتمثل بالمكرمات الملكية التي أعلنها والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل أيام قليلة عند وصوله الى أرض الوطن سالماً معافى، والمتمثلة بدعم كل نادٍ من أنديه الدرجة الممتازة (بكرة القدم طبعاً) ب 10 ملايين ريال، و 5 ملايين لأنديه الدرجة الأولى، و مليوني ريال لبقية الأندية. وإذ إن هذه المكرمات الملكية الكريمة والسخية تعتبر قفزه نوعيّة (خاصه للأنديه التي لم تنل النصيب الكافي من الدعم الشرفي المأمول ولم تحصل على أي رعاية تذكر من شركات الاتصالات الراعية لبعض الأندية السعودية)، يبقى هناك بعض التساؤلات التي تطرح نفسها على طاولة التساؤلات العديدة التي تنتظر من القيادة الرياضية أجوبة شافية فيما يخص دعم الحركة الرياضية الوطنية على المدى البعيد. وتتلخص هذه التساؤلات في الأسئلة التالية: 1- مع يقيني بأن القيادة الرياضية تدرك أنّ هذه المبالغ التي جاءت نتيجة مكرمة ملكية، ستسهم بالتأكيد في حل كثير من المشاكل المالية التي تراكمت عبر السنوات الماضية على الأندية السعودية بشكل عام، هل هناك خطّة مستقلّة وخصوصاً بالمؤسسة الرياضية السعودية لدعم الحركة الرياضية بالمملكة بطريقة منهجية وفعالة على المدى الطويل؟ خصوصاً وأنّها تدرك أنّ التراكمات المالية ستعود مرّة أخرى على هذه الأندية إذا لم توضع لها الحلول المناسبة، (على افتراض أنّ المكرمة السخية ستحل المشاكل المالية المتراكمة المذكورة بشكل كامل.) 2- بما أن المكرمة الملكيّة الكريمة تم توزيعها على الأندية بناءً على التصنيف الخاص بفرق المستوى الأوّل لكرة القدم فيها، (والذي من المؤكد أنّه جاء بناءً على توصية من المؤسسة الرياضية السعودية)، فهل يعني ذلك أنّ المؤسسة الرياضية تنظر لمستوى نجاح أنديتها من خلال مستوى تصنيف فريق كرة القدم في أي منها؟! والسؤال بمعنى آخر، هل الرياضة في نظر المسؤولين بالمؤسسة الرياضية، هي كرة قدم فقط؟! 3-على افتراض أنّ المبلغ المخصّص لكل نادٍ من هذه الأندية سيتم دفعه كاملاً بدون أي خصومات مفاجئة، لأي سبب كان، هل سيتم تقنين صرف هذه المبالغ بضوابط تفرضها الرئاسة على الأندية؟! كأن تفرض مثلاً صرف 20% من المبلغ على تطوير الفئات السنيّة و 20% على الألعاب المختلفة في النادي و 20% على تطوير استثمارات النادي و20% على تطوير إدارة النادي وتطوير البنية التحتية للنادي وال 20% الأخيرة تخصّص لكرة القدم في النادي، أم أن المبلغ سيُدفع للنادي ليتصرّف به كما يشاء؟ في النهاية، فالحركة الرياضية لهذا البلد تحتاج إلى دعم متواصل وذو نفس طويل، يُبنى على خطّة استراتيجيه مُحكمة، تأخذ في الحسبان كل الظروف والمتغيرات التي قد تطرأ على الساحة الرياضية والاجتماعية والسياسية، وزمن المكوث لانتظار الفعل لنقوم نحن برد فعل تجاهه قد يكون ولّى من غير رجعه، وأن نستبدله بزمن التحركات الاستباقية المبنيّة كما ذكرت على خطط استراتيجية واضحة ومتفق عليها من جميع الأطراف بلا أية تغيّرات مفاجئة أو غير محسوبة. www.almisehal.net