جميلة هي لعبة الافتراضات، فهي مساحة واسعة من التخيلات مدعومة في بعض الأحيان بالدلائل الحقيقية أو المستنبطة من وقائع، مع بعض «الاكش» الذي يتلاشى مع العودة للواقع الذي نعيشه. لنلعبها... فكما هو معروف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يمثل «جمهورية كرة القدم العالمية»، وينتسب إليه أكثر من 3 بلايين نسمة، منهم اللاعبون والإداريون والمدربون والحكام، وجماهير جعلت من هذه اللعبة اللعبة الشعبية الأولى في العالم. في اعتقادي أن أكثر من 60 في المئة من هذه البلايين لا يواطنون السويسري جوزيف بلاتر، رئيس «جمهورية كرة القدم العالمية» هناك من يعتبره كذاباً.. نصاباً.. مخادعاً... إلخ، هذا ليس رأيي، إنما بالإمكان متابعة نبض الشارع الكروي في العالم، وستجد أن النسبة معقولة... وقد تتجاوز ذلك! الرئيس بلاتر «قاعد» على كرسيه منذ 13 عاماً، ويطمح إلى الاستمرار لولاية رابعة أيضاً، هو مقتنع بأن مهمته لا تزال مستمرة، فيما يوجد الكثير من المعارضين لاستمراره، فالمسألة بالنسبة لهم أن الرئيس يجب ألا يستمر طويلاً على كرسيه، لأن الأفكار والتطوير يحتاجان الى التجديد، والتجديد يحتاج الى شخص جديد. ماذا لو قرر شعب «جمهورية كرة القدم العالمية» تنحي الرئيس؟ ماذا لو قام الشعب بتجمهر أمام المبنى (فيفا) الرائع في شارع الفيفا في مدينة زيوريخ السويسرية؟ ماذا لو قام أحد المتجمهرين بحرق نفسه احتجاجاً على سياسته، وليس بعيداً عنه قام المتجمهرون برفع لافتات ضده؟ (الجماهير تريد إسقاط بلاتر)! الايرلنديون غاضبون منه بسبب يد الفرنسي هنري، التي حرمتهم من التأهل لمونديال 2010، البوليفيون يعتقدون انه لا يزال يضمر لهم ولرئيسهم كارلوس تشافيز الشر، لأنه غير مقتنع بارتفاع ملاعبهم عن سطح الأرض. في أوروبا ينزعجون من فرض سيطرته في ما يخص شؤونهم المحلية. الإنكليز لم يعجبهم حصول الروس والقطريين على شرف استضافة مونديالي 2018 و2022 ومعهم الأميركان. حتى المثليون لا يزالون يحملون «الغصة» من منعهم من ممارسة الجنس في مونديال 2022، لأنه لن يسمح لهم بممارسته! لعله أكثر شخصاً «مكروهاً» في هذه الأرض... من يدري؟ ترى هل سيقوم بلاتر بإلقاء خطابه الأخير، ويعلن أنه لم يقصر في عمله، وأنه أفنى عمره في المجال الرياضي من أجل الشعب؟ هل سيحاول بقدر ما يمكنه أن يرتجي مساعدة أصدقائه في العالم، ليخرجوه من هذه الأزمة؟ إذا باءت كل محاولاته بالفشل، فهل سيخرج الأمين العام جيروم ليعلن أن الرئيس تنحى عن منصبه؟ ترى في اي مدينة سيقيم؟ اعتقد انه لن يخرج من سويسرا! لا أنتمي لأي حزب سياسي في العالم، ولا أحمل أي أفكار جنونية كالتي تدور في ذهنكم الآن! لذلك أرجوكم لا تسيئوا فهمي فهي مجرد لعبة، لكن الغريب فيها أنها غير مهمة لنا نحن العرب، فأغلب الأخبار التي تتعلق بترشيح بلاتر لولاية رابعة لا تجد تعليقاً! [email protected]