هناك ثورات عربية يقف خلف اشتعالها «ثوار» عرب، وهناك ثورات يتعامل معها «ثيران» عرب، وهناك فرق شاسع بين «الثائر» و«الثور»! يبقى العجز في تحديد الفارق بين «عربي» و«عربي». القناة الفضائية العربية تمتلئ عند حدوث أول فوضى أو حماقة طارئة أو فتنة عابرة، وإن كانت هناك قناة عربية «فارغة» في المحتوى فتأكد أنها لم تنجح في اصطياد أي «فتنة»، أو فشلت نيتها في اصطياد «الفتنة» وتحب دوماً أن تطالع للجيران وتهتم بهم جيداً، لكنها تنسى أن باب بيتها مخلوع أو مخدوع والأصح مأجور. «اللغة العربية» متهمة باستمرار أو إحداث مزيد من التوتر، مفرداتها وجملها الرنانة حين تصادف صوتاً مغرياً تقنع أي عقل وإن لم تقنعه أدخلته في حال صراع مع عواطفه. ثلاثة أشياء يلجأ إليها أي «ثور» عربي: «التصفية»، «التهديد»، «التطفيش»، بينما ثلاثة أشياء تسكن الثائر العربي: «التنفس، التحمس، التوجس». الثور العربي دوماً يحب أن يقول أسوأ خطاب، ويتقمص أغرب شخصية. الثائر المكبوت يتطلع إلى حق مشروع ومستقبل مشجع للعيش من أجل لقمة العيش. جراح بعض الشعوب العربية التي انفجرت من الألم، وكسبت تعاطف الشعوب صمدت وصبرت من 30 إلى 40 عاماً، هل فعلاً كرسي القائد العربي لا يستطيع أن يتخلص منه أحد إلا بالموت؟ والموت العربي على طريقتين: تلك التي يريدها أي «ثور» عربي، والأخرى التي يضطر إليها أي موجوع عربي! ثلاثة حكام عرب ثارت عليهم شعوبهم بصراحة ووضوح وانفجار: الأول هَرَبْ، والثاني تَنَازَلْ، والثالث يُعَانِد، من كان من هذا الثلاثي ظالماً، ومن كان منهم حكيماً، وأيهم أبى إلا أن يواصل مشروعه الطويل في الحماقة. الشعوب العربية الثلاثة ضحية «ظُلْم»، و«حُمْق»، و«فساد»، تجادلت الشعوب مع من ظلمها فهرب، وحاولت التفاهم مع الفاسد فتراجع، لكن لن تتجرأ على نقاش الأحمق «لا تجادل الأحمق فيخطئ الناس في التفريق بينكما»، الأحمق قادر على فعل أي شيء... أليس أحمقاً!! يوجد شعب عربي «مُبْتَلَى»، وشعب آخر «مَبْلِي»، وشعب ثالث «مَبْلِي ومُبْتَلَى»، الابتلاء والبلاء في الرؤوس، علاج الرؤوس في القطع أو الإزالة أو الأطباء النفسيين، ولا تهملوا الإزالة فأسهل عمل عربي يمكن عرضه وإعداد السيناريو له «إزالة رأس». قد يحتفي التاريخ برأس عربي يملك صفة من هذه الصفات: «ديكتاتور، مريض نفسي، طاغية، ظالم، أحمق، فاسد، مجنون، متهور، مضحك، مهبول، مريض بالعظمة، «لكن أن تجتمع في رأس عربي واحد فقط فلا أملك تعليقاً على ذلك، سوى أن أختم بنقطة كبيرة كحجم الدمار الذي يسكن هذا «الرأس». [email protected]