انخفضت أسعار أنواع عدة من الرز في المملكة بنسبة تصل إلى 10 في المئة، ليواصل انخفاضاته التي بدأها قبل نحو ستة أشهر، وقال تجار وموزعون في المملكة ان استمرار أسعار الرز في الانخفاض خلال الفترة الماضية يشير إلى وفرة في المحصول لدى الدول المنتجة مبدين مخاوفهم من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى عكس اتجاه الأسعار. وأكد التجار أن الأسعار انخفضت فعلياً بنسبة بلغت نحو 10 في المئة لعدد كبير من أنواع الرز، مرجعين الأمر إلى مجموعة من الأسباب، في مقدمها وفرة المحصول على مستوى العالم، إضافة إلى المنافسة الشديدة بين التجار في المملكة، والضغوطات مالية التي تدفع بالتجار إلى زيادة المبيعات للحصول على سيولة مالية، وكذلك المخزون العالي لدى الدول المستهلكة الرئيسية. وأكد أحد المستوردين الرئيسيين في السعودية (فضل عدم ذكر أسمه) أن الأسعار قد تنخفض خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الظروف المناخية كانت جيدة، أدى إلى محصول وفير في مختلف الدول الزارعة للرز، إلا أنه أشار إلى أن لدى التجار مخاوف من أن يؤدي الارتفاع في أسعار النفط إلى ارتفاع في أسعار الرز وغيره من المواد الغذائية الأخرى. مبدياً قلقه من قيام التجار الهنود برفع الأسعار كما فعلوا في وقت ماض. وأشار إلى أن أسعار «الرز البسمتي» في الهند لا يمكن في مثل هذه الظروف معرفته، بخاصة أنها خلال الأسابيع الماضية تأرجحت الأسعار بين الارتفاع والانخفاض، ساهمت فيها عقود الشركات الإيرانية التي تواجه مشكلات بين البلدين، موضحاً أن الإيرانيين كانوا يشترون خلال السنوات الماضية كميات كبيرة من أنواع الرز الفاخر الذي تذهب حصة كبيرة منه إلى السوق السعودية. وأكد علي الزهراني (أحد تجار الرز) أن الأسعار انخفضت من المستوردين الكبار، مشيراً إلى أن المحال التجارية تواصل تقديم عروض الأسعار على الرز، متوقعاً أن تستمر خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن بعض المستوردين توقعوا عودة ارتفاع الأسعار في الهند بعد الانخفاض الكبير الذي شهدته، وقال ان توقعات الأسعار في النصف الثاني من العام الماضي، أن تبلغ الأسعار بين 1000 دولار للطن إلى 1400 دولار للطن للرز الفاخر، وهو سعر من المتوقع له أن يشهد ثباتاً إلى الربع الأول من 2011، وأشار إلى أن أسعار الأرز الحالية تتأثر بالمخزون الذي تم استيراده من شبه القارة الهندية وشرق آسيا في فترات سابقة، ويقوم التجار باستخدامه في معادلة الأسعار. من جانبه، أشار مهدي الفرج (تاجر رز جملة) إلى أن المستوردين كانوا يتوقعون أن تتجه أسعار الرز في الأسواق المحلية إلى الانخفاض، وتستمر إلى شهر رمضان المبارك، وذلك لوجود مخزون كبير لدى تجار وموردي الرز سواء في الداخل المملكة أم في بلاد المصدر، وان هذا المخزون كفيل بالحفاظ على السعر المتداول حالياً من الارتفاع، إلا أنهم عادوا وقالوا ان الأسعار قد تشهد اضطراباً بسبب ارتفاع أسعار النفط التي تؤثر كثيراً في الأسعار على مستوى العالم. وأوضح أنه في حالة ارتفاع الأسعار سيعمد المستوردون الكبار إلى تقليص ارتفاع الأسعار محلياً عن طريق تقليل هامش الربح واستخدام المخزون، موضحاً ان الارتفاع إذا حدث لن يكون كبيراً باعتبار أن المنافسة في الأسواق السعودية قوية وإن الارتفاع المتوقع لن يكون لأكثر من فترة تعود بعدها الأسعار لطبيعتها، بخاصة أنه يوجد وقت كاف لمحصول السنة الجديدة، إضافة إلى أن ارتفاع أسعار النفط جاء بسبب الاضطرابات في دول الشرق الأوسط والمتوقع لها أن لا تطول. وأضاف أن العديد من مستوردي الرز السعوديين خلال العام الماضي حصلوا على عروض بأسعار مخفضة من الشركات الحاصدة للأرز في الهند، مقارنة بالعام الذي سبقه، الأمر الذي يعطي اطمئناناً في السوق، وأبان أن احتمالات ارتفاع الأسعار في السوق المحلية في الوقت الحالي مستبعد. مشيراً إلى أن حجم الشراء الذي تم في 2008 و2009 و2010 جعل التجار السعوديين يرفعون مخزونهم من الأرز إلى الدرجة التي تجعلهم في «راحة». مضيفاً أن المخزون الجيد من الأرز سيحفظ السوق من أية ارتفاعات جديدة في الأسعار. يذكر أن عدد الموردين في السعودية يبلغ نحو 180 مورداً، إلا أن 3 شركات كبيرة تتجاوز حصتها نحو 80 في المئة من حجم السوق. وتشير الأرقام إلى أن السعودية تستهلك أكثر من 800 ألف طن سنوياً تمثل 4.3 في المئة من الاستهلاك العالمي، وتبلغ قيمتها نحو 3.5 بلايين ريال. وقال تقرير صادر عن وزارة التخطيط في وقت سابق ان متوسط استهلاك الفرد السعودي من الأرز يبلغ 43 كيلوغراماً.