كان للموسيقي محمد سلطان (80 سنة) الفضل في اكتشاف موهبة المطربة المصرية نادية مصطفى، حين عُرضت عليه موهبتها ضمن مواهب أخرى خلال برنامج إذاعي في «شبكة الشباب والرياضة». غنّت على مسمعيه وأجادت فقدمها في أولى أغانيها «مسافات». ويبدو أن المطربة المصرية لم تنس فضل سلطان. فبسؤالها عن قبولها تجسيد شخصية إحدى المطربات العربيات في عمل درامي سارعت إلى الإجابة: «بالتأكيد أوافق»، قبل أن تستطرد بحماسة: «أتمنى تجسيد شخصية فايزة أحمد، خصوصاً أنني سبق أن جسدتها في عمل إذاعي. وحتى إن لم أجسدها أتمنى أن ينتج عمل عن فايزة الاستثنائية. والمطربة الراحلة كانت زوجة الموسيقي محمد سلطان». «الحياة» التقت نادية مصطفى التي على رغم من قلة أعمالها (يضم رصيدها ثلاثة ألبومات فقط «مسافات»، «الصلح خير» و «يا ما يا») تحتفظ بجماهيرية عريضة، ومكانة خاصة لدى جمهورها الذي حرص على حضور حفلتها الأخيرة ضمن «مهرجان القلعة للموسيقى والغناء»، وردد معها أغانيها «الصلح خير»، «القلب يعشق كل جميل»، «سلم علي»، إضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية. ولئن كانت مصطفى من أبرز وجوه حفلات الأعياد القومية «تحرير سينا» و «نصر أكتوبر» وغيرهما، فإن تراجع تلك الحفلات أخيراً وتوقف إقامة حفلات «ليالي التلفزيون» و «أضواء المدينة»، مع ركود سوق الموسيقى، كانت سبب غيابها عن الساحة، وفق قولها. وأضافت: «أشفق على منتجي الموسيقى حالياً في ظل تغير طبيعة سوق الكاسيت التي لم تعد مربحة كما كانت، لذلك يجب أن تتدخل الدولة لإنقاذ الفن الراقي بالتكاتف مع نقابة الموسيقيين، في موازاة إعادة تنظيم حفلات «ليالي التلفزيون» و «أضواء المدينة» التي يمكن أن تلعب دوراً في دعم الأصوات الشابة الجيدة. ذلك بدوره سيؤدي إلى إطاحة الأصوات الأخرى التي تقدم مضامين لا تليق بمكانة مصر ك «هوليوود للشرق» ولا تمت بصلة إلى الفن الراقي. المشكلة مادية لا فنية. فمصر ولّادة مواهب». أُقحمت المطربة نادية مصطفى قبل شهور في أزمة للمطربين الشعبيين أوكا وأورتيغا حول قبول عضويتهما في نقابة المهن الموسيقية، إذ أثير وقتها على لسان رئيس هيئة التفتيش في النقابة علي الشريعي أن المطربة توسطت لهما لدى اللجنة المختصة لقبولهما، وهو ما نفته وقتذاك. وبسؤالها عن رأيها في ما يعرف ب «أغاني المهرجانات» وهي ذاتها التي يقدمها أوكا واورتيغا وآخرون، تقول: «ظاهرة ستنتهي». وأكدت أنها لا تستسيغ هذه النوعية من الأغاني، ولا ترى فيها ما يطربها، بل يمكن أن تسمعها في حفلات الزفاف وترقص على أنغامها، لكنها لا تعتبرها فناً. وتوضح: «الغناء غذاء للروح، لدينا أجيال يجب أن تتربى على الموسيقى الجيدة، ولا بد أن يكون هناك ضمير ورقابة على ما يقدم في مجال الغناء. في الماضي خلال فرض الرقابة كان يتم الاستماع إلى الكلمات واللحن قبل إذاعتهما، حتى أن بعض الألبومات منعتها الرقابة لأنها تخدش الحياء، لكن الآن كل شيء مباح للأسف. أغاني المهرجانات تلك تضم كلمات أخجل أن أسمعها أو يسمعها أبنائي، وأسأل أين الموضوع والفكرة؟ هذا ليس الفن المصري». لا تطمح مصطفى إلى تولي منصب نقيب الموسيقيين، «بل مستعدة لخدمة أبناء وسطي الفني ولكن بعيداً من المناصب»، مبدية دعماً خاصاً للنقيب الحالي هاني شاكر الذي تستغرب «الهجوم والتطاول عليه، فهو قيمة فنية كبيرة. هم يحاسبونه على عصر ما قبله، لا تحاسبوا هاني على أخطاء النقباء السابقين». الاستياء ذاته تبديه المطربة تجاه ما ينتاب الوسط الغنائي المصري حالياً من مشاحنات، متذكرة الأزمة بين المطربة شيرين والمطرب عمرو دياب، لتدعم فيها الأخير. تقول: «أحب صوت شيرين وأحترمه. هي مكافحة، صنعت اسماً كبيراً، وباتت من أهم الأصوات المصرية، لذلك أنصحها أن لا تكرر تجاوزاتها في حق عمرو دياب، فهو تاريخ كبير متربع على عرش الأغنية». وإلى جوار تقديرها لصوتي عمرو دياب وشيرين، عددت نادية مصطفى عدداً من الأسماء ممن تعتبرهم مطربيها المفضلين وهم هاني شاكر، مدحت صالح، علي الحجار، محمد الحلو، محمد ثروت، خالد سليم، وائل جسار، صابر الرباعي، فضل شاكر. وعن الأخير علقت بأسى: «تحزنني توجهاته الأخيرة».