توّج الصداقة بطلاً للدوري اللبناني لكرة القدم للصالات "فوتسال" للمرة الأولى في تاريخه بعد إنهائه سلسلة مباريات الدور النهائي وضيفه أول سبورتس 3-1، إثر فوزه العريض والمستحق عليه 7-1، في قاعة عاشور على طريق المطار، بحضور حوالى 1500 متفرّج تقدمهم رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر وأعضاء اللجنة العليا رئيس لجنة كرة الصالات سيمون الدويهي وجورج شاهين ومازن قبيسي. وسجل للصداقة طوني ضومط والعراقي مروان زورا ومصطفى سرحان (3) وربيع أبو شعيا وعلي بزي، ولأول سبورتس محمود عيتاني. وكان الصداقة كل شيء في المباراة، اذ صال لاعبوه وجالوا هجوماً وكبّلوا حركة ضيفهم دفاعاً بقيادة أبو شعيا الذي كان أحد نجوم اللقاء بإدارته "المعركة" بخبرة كبيرة، بينما برز الناشئ سرحان بحيويته التي مكّنته من تسجيل ثلاثة اهداف. في المقابل، إكتفى أول سبورتس بمركز الوصافة في أول موسم له في دوري الأضواء بعدما كان توّج بطلاً للدرجة الثانية في الموسم الماضي، وهو فقد بالتالي فرصة تحقيق إنجازٍ نوعي بأن يصبح أول فريق يصعد من الثانية ويحرز لقب الأولى، إضافة إلى إهداره فرصة تمثيل لبنان في بطولة الأندية الآسيوية المقررة خلال حزيران (يونيو) المقبل في الدوحة، حيث سيكون الصداقة ممثلاً لكرة الصالات اللبنانية. ميدانياً، لم ينتظر أصحاب الأرض أكثر من دقيقتين لإفتتاح التسجيل بواسطة طوني ضومط، ما أراح اعصاب فريقه حتى هددهم إبراهيم حمود بكرة تحوّلت من ربيع الكاخي إلى القائم الأيسر، ثم كرة أخرى لهيثم عطوي أبعدها جان كوتاني عن خط المرمى. بعدها عاد الصداقة ليفرض سيطرته المطلقة في ظل ظهور لاعبي أول سبورتس مكبّلي الحركة، اذ خسر حسن زيتون إحدى الكرات في وسط الملعب فخطفها العراقي مروان زورا وسار بها ثم أطلقها بيسراه زاحفة إلى يسار الحارس حسين سلامة الذي حلّ بدلاً من علي جبيلي المصاب (12). وقبل دقيقتين على إنتصاف المباراة، قاد سرحان وحسن باجوق هجمة منسّقة إنتهت بتمريرة حاسمة من الأخير إلى الأول الذي أسكنها الشباك مسجلاً الهدف الثالث. وفي ظل تحلّي الصداقة بالهدوء ومحاولات أول سبورتس تقليص الفارق، رفع الحكم محمد شامي البطاقة الحمراء في وجه كل من زورا ومحمد أسكندراني لبصقهما على بعضهما بعضاً (28). وبعد هذه الحادثة كرّت سبحت الأهداف فحصد أبو شعيا نتيجة المجهود الكبير الذي قام به بتسجيله هدفاً من هجمة سريعة (29)، ثم سدد سرحان كرة على دفعتين إنتهت في الشباك (30)، وأخرى في الزاوية البعيدة من متناول سلامة (31). وأنهى بزي المهرجان بعدها بثوان بكرة ساقطة من مسافة بعيدة سكنت شباك الحارس المتقدّم معلنة عن الهدف السابع (31)، ليسجل بعدها محمود عيتاني هدف الشرف للخاسر (33). وفي نهاية المباراة، سلّم حيدر كأس البطولة لكابتن الصداقة علي الحسيني وسط احتفالات رفاقه وجمهور الفريق. وعلّق مدرب الصداقة حسين ديب على الإنجاز بقوله: "هذا الموسم كان من أصعب المواسم لان المنافسة كانت متقاربة وكان من الصعب التعرّف على هوية الفائز. لقد عملنا بهدوء للوصول إلى هدفنا، وجمعنا بين الخبرة والشباب، وكان الكل على قدر الآمال المعقودة عليهم". وبالنسبة الى النتيجة الكبيرة التي حققها فريقه، أوضح ديب أنها "كانت منطقية لاننا لعبنا من دون ضغوط، وبحماسة لاعبينا، خصوصاً الشبان منهم الذين سيشكلون مستقبل كرة الصالات اللبنانية". من جهته، قال سرحان: "هذا هو الموسم الأول لي في كرة الصالات، وتمكنت من إثبات نفسي بفضل المجموعة المحيطة بي، خصوصاً المدرب ديب وأبو شعيا اللذين منحاني الثقة في الملعب. طبعاً لم أكن أتوقع أن ننهي البطولة بهذا الشكل لكن تكاتفنا وإصرارنا كانا سر نجاحنا". في المقابل إكتفى مدرب أول سبوتس سهاد زهران بالقول: "كانوا الأفضل وإستحقوا الفوز". وأثنى رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر على نجاح دوري الصالات على رغم الأجواء غير المساعدة، وبارك للأندية المشاركة "لأنها هي أساس نجاح الدوري، خصوصاً الفرق التي بلغت المربع الذهبي، وفي مقدمها الصداقة الذي توج باللقب في أول مشاركة له في دوري الدرجة الأولى، وكما قلت في السابق إن هذا النشاط له مستقبل باهر في لبنان، وها هي المباراة النهائية تعطي الأمل بمستقبل اللعبة، من خلال الحضور الجماهيري الكبير والمواكبة الأمنية المميزة والروح الحضارية التي تميز بها جمهور الفريقين، ما يعطينا الحافز لعودة جماهير كرة القدم بزخم". واعتبر رئيس لجنة كرة الصالات سيمون الدويهي المباراة تتويجا للموسم بأكمله، "والجميل أننا اكتشفنا عدداً من اللاعبين الناشئين في صفوف الفريق البطل. أهنئ فريق الصداقة، إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين خصوصاً المخضرم ربيع أبو شعيا. وأتمنى أن تفصل اللعبة في الموسم المقبل عن كرة القدم، وحظاً أفضل لأول سبورتس الذي أكد أنه من الفرق المميزة، ويكفي أنه تصدّر الدوري المنتظم".