طهران، واشنطن، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - حذّر شباب الأحزاب الإصلاحية في ايران، السلطات من أنهم سيتظاهرون في 2 آذار (مارس) المقبل، إذا لم تُرفع الإقامة الجبرية المفروضة على زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وشدد الشباب الإصلاحيون على أن احتجاز موسوي وكروبي يعمّق الشرخ بين الشعب والحكومة، مغرقاً البلاد في أزمة أكثر عمقاً، معتبرين أن الأحداث التي تشهدها دول عربية تؤشر الى ان إيران ستدفع ثمناً باهظاً، إذا امتنعت حكومتها عن استجابة الدعوات الى الإصلاح من خلال الحوار والعودة الى الدستور. تزامن ذلك مع تلويح مجتبى وحيدي، مستشار كروبي، بالتظاهر كلّ يوم ثلثاء. وتصادف الثلثاء المقبل، ذكرى ميلاد موسوي. وحذّر أبناء كروبي السلطات من «تنفيذ أي خطة للتخلص جسدياً» منه، معتبرين أن «عواقب ذلك لن تؤدي سوى الى الإضرار بالنظام». وأوردت مواقع معارضة ان موسوي وكروبي أصدرا «شرعة» جديدة للحركة الخضراء، تعتبر مؤشراً الى «تحوّل» في استراتيجية المعارضة التي ستركّز أكثر على التفاعل مع المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، والحركات العمالية والأقليات والمحرومين. في غضون ذلك، أفادت مواقع معارضة بأن رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني أعلن نيته الترشّح لانتخابات رئاسة المجلس، المقررة بعد أسبوعين، على رغم دعوات الى إطاحته أطلقها أنصار للرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال نوري شهرودي، وهو مستشار في المجلس ان رفسنجاني «مصمّم» على خوض الانتخابات، مندداً ب «الحرب النفسية» التي يتعرّض لها. ونقلت وكالة الأنباء العمالية (إيلنا) عن شهرودي وصفه الحملة على رفسنجاني بأنها «عمياء ومنحازة». وسخر من إشاعات حول خلاف بين رفسنجاني ومرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، مذكراً بتكرار الأول انه لا يجد أفضل من خامنئي لقيادة البلاد، لكنه أشار الى «اختلافات طبيعية» بينهما. في المقابل، أكد رجل الدين حميد رسائي، وهو مؤيد لنجاد، ان رفسنجاني لن يُنتخب لولاية جديدة رئيساً لمجلس الخبراء. يأتي ذلك فيما أفادت أنباء بتعرّض اثنين من أبناء رفسنجاني للضرب على أيدي عناصر بلباس مدني، خلال حضورهما مأتماً قبل أيام. وأعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، ان النظام بات واثقاً من ان «خطط الشغب تُعدّ خارج البلاد وتنفذها عناصر مغرّر بها»، بعدما كان يرجّح العكس. وأكد انه «لا يمكن تجاهل قوة إيران إقليمياً»، معتبراً ان «الثورة الإيرانية لن تكون لوحدها، نظراً إلى دورها المؤثر وانطلاق الحركات الثورية لشعوب المنطقة». في واشنطن، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ب «بسالة آلاف الإيرانيين الذين تظاهروا مجدداً في الشارع خلال الأيام العشرة الأخيرة، من خلال ممارسة حقوقهم الأساسية في التجمّع السلمي والتعبير عن الرأي». وقالت: «اتضح للعالم أن إيران تحرم مواطنيها من حقوقهم الأساسية في حين تواصل الحض (على نيلها) في أماكن أخرى في الشرق الأوسط». وزادت أن «أميركا ما زالت قلقة جداً من القمع الذي يتعرض له الإيرانيون من قبل حكومتهم، والعالم بأسره سيواصل مراقبة الوضع في إيران، وسيطلب محاكمة الذين يقومون بهذه الأعمال». على صعيد آخر، أفاد تقرير استخباراتي أعدته «دولة عضو» في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن إيران توسّع مساعيها السرية للحصول الى يورانيوم تحتاجه لنشاطاتها النووية. وأوردت وكالة «أسوشييتد برس» ان التقرير الذي لم تحدد الدولة التي أعدته ينسجم مع تقويمات دولية تؤكد أن مخزون إيران من اليورانيوم غير كافٍ لتأمين كميات يحتاجها برنامجها الذري.